أنا على ثقة بأن كثيرا من الأخوة القراء لا يدركون مدى قبول الإسلام لتعدد الديانات وللآخر!!.. وأن المؤسسات الدينية المختلفة قصرت فى أداء أدوارها، فاختلط الحابل بالنابل فيما يتعلق بالمعاملات عند العامة!! إن زرع قيم قبول الآخر وحبه يجب أن يبث فى عقول أطفالنا منذ المرحلة الابتدائية.. تاريخ اليهودية والمسيحية والإسلام يجب أن يبدأ تدريسه بوضوح فى تلك المرحلة التعليمية.. وعلى الإعلام أن يساعد بذكاء فى بناء النفوس السليمة. وإظهار الحقائق والمواقف المنسية!! وأن تركز الفضائيات على أهمية المعاملات والعمل الصالح بالدرجة الأولى.. ودعونى أسأل هل إذا جاء وفد من الأقباط إلى المسجد الأزهر لمقابلة شيخه وحان وقت صلاتهم، فأخذوا جانبا داخل المسجد وصلوا.. ماذا سيحدث؟ سمعت د. أحمد الطيب شيخ الأزهر يقول: ستقوم الدنيا ولن تقعد!! مع أن التاريخ الإسلامى الصحيح يخبرنا أن وفدا من نصارى نجران قوامه ستون رجلاً، منهم أربعة عشر من أشرافهم، قدموا إلى الرسول ودخلوا عليه مسجده، واجتمع بهم فيه. ولما حانت صلاتهم طلب الرسول من أصحابه أن يدعوهم يصلون فى المسجد، فصلوا إلى المشرق.. هل أدركتم المقصد مما ذكرته؟! سيقول البعض إنه يريد أن نترك نصارى مصر يصلون فى المساجد!! عندئذ أتساءل: ماذا نفعل مع تلك العقليات؟ حاتم فودة