كشف الجدل الدائر حول أحقية المرأة فى تولى القضاء اللثام عن وجه قبيح لمجتمع كاره للمرأة بشكل مرعب، لديه فوبيا من تاء التأنيث، يتحدث فى الظاهر عن جوهرة مكنونة ودرة مصونة، أما فى الباطن فهو يعتبرها طعام النار، ناقصة العقل والدين، تسير وفى ركابها الشياطين، زانية إذا تعطرت، فاسقة إذا خرجت دون إذن، ملعونة إذا تعللت بتعب أو إجهاد عند اللقاء الحميم مع الزوج، يسترها الدار والقبر، هى كالكلب والحمار تبطل الصلاة.. إلى آخر هذه الاقتباسات التى لا يريد البعض الاعتراف بأنها من الموضوعات المقحمات، أو أنها بنت زمانها وظروفها، ولكنهم يصرون على مد ظلها من الماضى على الحاضر، تحقيقاً لرغبة دفينة فى وأد جديد للمرأة المعاصرة. وصلتنى رسالة من أحد الإخوة يحاول فيها إقناعى بأن حديثى عن حرية المرأة وحقوقها الإنسانية هراء، وأن المرأة ملعونة، ليست فى النصوص الدينية فقط، ولكن فى اللغة العربية أيضاً التى هى لغة القرآن الكريم والتى تستمد قداسة من تلك الصفة، وبالطبع تدل اقتباساته على عقلية متربصة بالمرأة، ساخرة من الأنوثة، كارهة لاقتحامها الحياة.. لن أعلق على الرسالة ولكنى سأعرضها لكم حتى تشاركونى التعليق والتحليل والفهم والتنبؤ والاستقراء، تقول الرسالة: اللغة العربية أحرجت المرأة فى خمسة مواضع وهى: أولاً: إذا كان الرجل لايزال على قيد الحياة فيقال عنه إنه حى، أما إذا كانت المرأة لاتزال على قيد الحياة فيقال عنها: إنها حية!! أعاذنا الله من لدغتها. ثانياً: إذا أصاب الرجل فى قوله أو فعله فيقال عنه: إنه مصيب.. أما إذا أصابت المرأة فى قولها أو فعلها فيقال عنها: إنها مصيبة، يعنى داهية. ثالثاً: إذا تولى الرجل منصب القضاء فيقال عنه إنه قاض، أما إذا تولت المرأة منصب القضاء فيقال عنها إنها قاضية، والقاضية هى المصيبة العظيمة التى تنزل بالمرء فتقضى عليه.. يا لطيف يا رب. رابعاً: إذا أصبح الرجل عضواً فى أحد المجالس النيابية فيقال عنه إنه نائب، وإذا تقلدت المرأه المنصب نفسه يقال عنها: نائبة، وكما تعلمون فإن النائبة هى أخت المصيبة. خامساً: إذا كان للرجل هواية يتسلى بها ولا يحترفها فيقال عنه إنه هاوٍ، أما إذا كانت للمرأة هواية تتسلى بها ولا تحترفها فيقال عنها إنها هاوية، والهاوية هى أحد أسماء جهنم والعياذ بالله.