على شاطئ «نتانيا»، المدينة الإسرائيلية، التى أقامتها إسرائيل على أراضى مدينة أم خالد الفلسطينية، يعيش آلاف المتسللين الأفارقة الذين انخرطوا فى سوق العمل الإسرائيلية وباتوا يعيشون حياتهم، جزء قليل منهم بطريقة قانونية «شرعية» والجزء الأكبر «تهريب». تشير المعطيات الرسمية الإسرائيلية إلى أن 17500 متسلل أفريقى وصلوا إلى إسرائيل وطلبوا اللجوء إليها، منهم 170 فقط حازوا اعترافاً بكونهم لاجئين. وبحسب الأرقام، يشكل المتسللون القادمون من إريتريا أغلبية فى إسرائيل، ويقدر عددهم ب 7500 متسلل، أما القادمون من السودان فيبلغ عددهم نحو 6 آلاف متسلل من بينهم 600 طفل، و1600 من دارفور بلغت أغلبيتهم الساحقة فى غضون السنوات الثلاث الأخيرة. ووصل السواد الأعظم من هؤلاء عبر شبه جزيرة سيناء المصرية بعد مسيرة محفوفة بالمخاطر، خاصة عند اجتياز الحدود مع مصر، حيث قضى العشرات منهم جراء إطلاق النار عليهم من قبل الجنود المصريين. هذه الرحلة يصفها أحدهم، رفض ذكر اسمه، واكتفى بالإشارة إلى نفسه بكنية «أبو إسماعيل»، وهو سودانى تسلل إلى إسرائيل فى أواخر 2006 ويعمل حاليا فى متجر فى مدينة تل أبيب بطريقة غير شرعية. يقول: «تسللنا عبر شبه جزيرة سيناء سيرا على الأقدام وبمساعدة مهربين يتقاضون رسوما باهظة تبلغ الألف دولار أحيانا، حيث تستغرق الهجرة من مصر إلى إسرائيل أياما طويلة وتصل شهرا». ويتابع أبو إسماعيل، وهو متعلم وحاصل على شهادة جامعية فى القانون «عانينا الكثير حتى تمكنا من الوصول إلى هنا، اضطررنا إلى النوم بالعراء دون أكل أو شرب فى كثير من الأوقات». ولمواجهة هذه الظاهرة، أقرت إسرائيل قانون «منع التسلل» فى فبراير 2008، حيث تقرر اعتقال وطرد طالبى اللجوء لخارج مصر، كما يسمح بمحاكمتهم وفرض الحكم بالسجن من 5 إلى 7 سنوات. وبحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن منتدى اللاجئين فى إسرائيل فإن حوالى 2000 طالب لجوء أفريقى يقبعون اليوم فى السجون الإسرائيلية. كما استغلت سلطات الاحتلال العديد من هؤلاء المتسللين عبر عروض بتدريبهم على السلاح مقابل مبالغ مالية تدفع لهم ولعائلاتهم فى السودان، مقابل العودة للقتال فى السودان. إلا أن هذه العروض عادة ما تلقى رفض معظم المتسللين الذين يؤكدون أنهم تسللوا إلى إسرائيل للنجاة من الموت والذبح، وبحثا عن المال والاستقرار، وليس لهم أى علاقة مع الحكومة الإسرائيلية أو السياسة، كما أكد أبو إسماعيل.