بعد متابعتى لمجريات الأحداث فى كولومبيا، ورفض المحكمة الدستورية العليا هناك التمديد للرئيس الكولومبى الذى أقال البلاد من عسرتها الاقتصادية بحجة عدم دستورية ذلك، وانقلاب الجيش على رئيس النيجر ماما دو دانتجا والإطاحة به فور محاولته تعديل الدستور ليحل له أن يرأس البلاد لثلاث سنوات أخرى، وأيضاً تدفق الناخبين العراقيين على صناديق الانتخابات ليدلوا بأصواتهم حتى إن حكومتهم نسقت مع حكومات الدول التى يعيش بها عراقيون كثيرون لتفتح لهم مراكز انتخاب - من بين هذه الدول مصر - ليستطيعوا أن يشاركوا مع إخوانهم الباقين ببلادهم فى اختيار الحكومة الجديدة، فيما اعتبره البعض منهم عرساً للعراقيين - وفقهم الله. أقول: تعجبت بعد متابعتى لكل هذه الأحداث، كل هذه الشعوب كان لها رغبة أو دور فى اختيار حكامها، أو رفض حكامها، مع تحفظى على طريقة شعب النيجر الشقيق فى التعبير عن رأيه إلا أننى أتحسر على حالنا نحن الشعب المصرى الذى بذل من دمائه ومن أبنائه على مر السنين الآلاف ليقولوا للظلم لأ، واليوم نراهم خاضعين مستكينين، أكثرهم يقولون «يعنى حانعمل إيه؟ يعنى صوتنا حايغير فى إيه؟ مافيش فايدة!!» لأ هنا فائدة.. جربت تقول للظلم لا، جربت تصر على موقفك ما دمت على حق ما تطاطيش، جربت ألا تتنازل عن حقك حتى ولو كان هذا الحق هو حقك فى التعبير عن رأيك، واسمح لى بأن أسألك من المسؤول عن خطأ التمادى فى الظلم؟ أترى هو الظالم أم المظلوم؟! قبل أن أجيبك عن هذا السؤال أذكر أن أبى - رحمه الله - كان له قول مشهور «إللى يلاقى دلع ولا يتدلعشى يبقى حرام عليه»!! كذلك الظالم إذا وجد حد يظلمه وما ظلمهوش يبقى برضه حرام عليه!! بالتالى إجابة السؤال: أن من تقع عليه مسؤولية خطأ التمادى فى الظلم هو المظلوم!! لأنه صمت على ظلمه، ورضى به كى تسير السفينة، وكأن السفينة لن تسير إلا على أعناقنا، فلابد لنا أن نطاطى.. السفينة لا يمكن أن تسير بدون خضوعنا ولكن ممكن أن تصل بنا لمكان أفضل لو أعلنا رأينا بصراحة ودافعنا عنه! مينا ملاك عازر - ماجستير تاريخ [email protected]