قصة الدكتور على بطل فيلم «على سبايسى»، وهى الشخصية التى جسدها المطرب حكيم، تتشابه مع قصة الدكتور أشرف رضوان، طبيب الأسنان، الذى يهوى الغناء، ويحلم بأن يأتى اليوم الذى يصبح فيه مشهورا. بدأت قصة د. أشرف مع الفن فى نهاية الثمانينيات من القرن الماضى، فرغم دراسته فى كلية «طب الأسنان»، فإنه مقتنع تماما بأن الغناء هو مستقبله، ولذا يعمل ليلا كطبيب أسنان فى أحد المستشفيات الخاصة، حتى يستطيع أن ينفق على أسرته المكونة من زوجته وابنتيه يارا وجانا، ويقضى طوال ساعات النهار فى البحث عن أى فرصة ليصل صوته إلى الجمهور. اقتناع أشرف بموهبته وصل إلى حد اليقين، عندما أثنى على صوته الملحن الكبير محمد الموجى قبل وفاته بأعوام قليلة، وذلك عندما التقى به فى برنامج «فى بيتنا نجم»، الذى كانت تقدمه المذيعة فاطمة مختار على القناة الثالثة فى التليفزيون المصرى، ووعده الموجى بأن يلحن له، لكنه اشترط أن يكون مطربا معتمدا من الإذاعة والتليفزيون، وبسبب الروتين الحكومى توفى الموجى قبل أن يحصل رضوان على «اعتماده» كمطرب. ولأن اليأس هو آخر الأحاسيس التى يمكن أن تصل إليه، استمر د.أشرف فى كفاحه فى مجال الغناء، ذهب إلى أكثر من ثلاث شركات للإنتاج الفنى والغنائى، ليقنعها بموهبته ويحصل منها على وعد بإنتاج شريط غنائى خاص به، لكنه كان يسمع ردا واحدا من الثلاث «إنت صوتك حلو بس ما عندكش كاريزما علشان ننتجلك شريط»، وهو ما جعله يتساءل: «هو لازم الواحد يكون صوته جعور أو شكله متشرد علشان يلاقى منتج ينتجله شريط ؟». رغبته الشديدة فى الغناء أصبحت معروفة لمعظم زبائنه من المرضى، الذين يطلبون منه أن يغنى لهم بعض المقاطع من الأغنيات التى يحبونها، وكذلك زملاؤه من الأطباء والممرضين فكلهم يعرفون «د. أشرف اللى بيحب الغنا». لا يترك أشرف أى فرصة دون استغلالها لتحقيق هدفه، فمع انتشار القنوات الخاصة وهجوم الدنمارك على الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، صنع أشرف أغنية للنبى أنتجها له صديقه القبطى عصام شفيق، تضامناً منه مع موهبته، وتذاع حاليا على إحدى القنوات الفضائية، وعندما انتشرت فكرة رنات التليفون المحمول، التى تحتوى على أغنيات كبار المطربين، اتفق أشرف مع إحدى الشركات وغنى مقاطع من أغنيات عبدالحليم حافظ مثل «بحلم بيك» و«تخونوه» و«الحلوة حياتى»، على أمل أن يسمعه منتج ويتحمس لطبقة صوته وموهبته، لكن دون جدوى، حتى عندما أنتجت شركة «صوت القاهرة» ألبوم «كوكتيل» لمجموعة من المطربين وكان هو بينهم، لم يكن التوزيع والدعاية الإعلامية كافيين حتى تصل موهبته للجميع. لا يرى د. أشرف تناقضا بين مهنة طب الأسنان والغناء، حيث يرى الفن عموما وسيلة للتخلص من الاكتئاب، الذى يصيب أطباء الأسنان بسبب طبيعة عملهم المنغلقة على فم المريض وما يحتويه من تلوثات وميكروبات، لذلك عندما لا تتاح له فرصة الغناء، يشارك بالتمثيل كما فعل مرة واحدة فى عرض مسرحى باسم «ليلة من ألف ليلة»، وقام فيه بدور «متشرد». رغم تعدى سنوات عمره الأربعين، فإن أشرف مازال مقتنعا بأن الشهرة والمجد فى طريقهما إليه، قد يتعثر قليلا، لكنه بالتأكيد سيستطيع أن يصل إليهما، ويستشهد على ذلك بالممثل خالد صالح، الذى اشتهر مؤخرا وهو فى مثل عمره تقريبا، بالإضافة إلى شعبان عبدالرحيم، الذى انتظر فرصته طويلاً حتى أصبح مشهورا.