يعمل فى صناعة السينما الأمريكية أكثر من مائة ألف فرد فى المهن السينمائية المختلفة، ولكل مهنة روابطها الخاصة، ويتم اختيار أعضاء الأكاديمية الذين يصوتون لمنح جوائز الأوسكار من بين المائة ألف، وقد بلغ عددهم هذا العام نحو ستة آلاف، وهناك فارق كبير بين الفوز فى مسابقات عن طريق لجنة تحكيم وبين الفوز عن طريق التصويت، فلجان التحكيم تعبر عن وجهة نظر الغالبية من الأعضاء، أما التصويت، فهو يعبر عن غالبية الرأي العام، وتقوم فيه وسائل الدعاية بدور محورى، تماماً مثل الانتخابات السياسية. ولذلك فازت ثلاثة أفلام لم ترشح لأوسكار أحسن فيلم ب 4 أوسكارات، وهى «قلب مجنون» إخراج سكوت كوبر أحسن أغنية وأحسن ممثل جيف بريدجز، و«حرب النجوم» أحسن ماكياج»، و«فيكتوريا الشابة» أحسن أزياء. وقد شاهدت الفيلمين اللذين تنافسا على أكبر عدد من الجوائز «أفاتار» إخراج جيمس كاميرون، و«خزانة الألم» إخراج كاترين بيجلو، ومنها أحسن فيلم وأحسن إخراج حيث فاز «خزانة الألم» بهاتين الجائزتين و4 جوائز أخرى، وأصبحت مخرجته أول امرأة تفوز بجائزة أحسن إخراج فى تاريخ الأوسكار. ويعرض «أفاتار» فى دور العرض فى مصر، كما يتوفر «خزانة الألم» على أسطوانات «دى فى دى» «شرعية» أي غير مقرصنة، وكما صنعته مخرجته. الفيلمان على مستوى يقترب من الكمال من حيث الإخراج والتصوير والمونتاج والصوت والمؤثرات الخاصة، كما أن موضوعهما واحد، وهو دور الجيش الأمريكى فى العالم، ولكنهما يختلفان تماماً فى النظرة إلى هذا الدور، وفى التعبير الدرامى عن هذه الرؤية: «أفاتار» يذهب إلى المستقبل بعد مائة سنة، ومن خلال دراما أسطورية يرفض النظرة السائدة بأن الأقوى هو الذى يمثل الحضارة، ويؤكد أن لكل شعب حضارته حتى ولو كان لأفراده ذيول مثل الحيوانات، أما «خزانة الألم»، فيذهب إلى العراق اليوم مع وحدة لتفكيك المتفجرات ليعبر عن معاناتهم من دون أن يناقش لماذا هم فى العراق، ومن دون أدنى اهتمام بضحاياهم، وتقول مخرجته وهى تتسلم الأوسكار إنها تهديه إلى الرجال والنساء الذين يحاربون فى العراق وأفغانستان! [email protected]