هو أبوأحمد عبدالله بن منصور بن محمد بن أحمد من سلالة هارون الرشيد والملقب بالمستعصم بالله. وهو مولود سنة 1213 م وكان آخر خليفة عباسى فى بغداد. ولد من أم تركية اسمها هاجر وعمل على إدخال العنصر التركى للحكم العباسى. حكم بين عامى 1242 و1258 بعد أبيه المستنصر بالله. وقد بويع له بالخلافة بعد موت أبيه. كان المستعصم كريماً حليماً سليم الباطن حسن الديانة. قال الشيخ قطب الدين: كان متديناً متمسكاً بالسنة كأبيه وجده ولكنه لم يكن مثلهما فى التيقظ والحزم وعلو الهمة، وحينما توفى المستنصر لم ير الدويدار والشرابى والكبار تنصيب الخفاجى شقيق المستعصم رغم حزمه وحسمه وهمته وخافوا منه وآثروا للينه وانقياده ليكون لهم الأمر فأقاموه وأولى المستعصم المستعصم وزيره مؤيد الدين العلقمى كل الثقة لكنه ضلل سيده الخليفة وتواصل مع التتار وزين لهم الاستيلاء على بغداد والقضاء على الدولة العباسية ليقيم خليفة من آل على وكلما جاء خبر منهم أو عنهم أخفاه عن الخليفة فيما كان يطلع التتار على، أخبار الخليفة. ووصل الجيش المغولى بقيادة هولاكو إلى بغداد فى شهر نوفمبر 1257م. وكان أكبر جيش مغولى على الإطلاق. وطالب هولاكو الخليفة بالاستسلام له. ولكن الأخير رفض، وتوعد هولاكو بغضب من الله إن هو هاجم خليفة المسلمين. لم يكن الخليفة قد استعد لمثل هذا الغزو. فلم يعد الجيش ولم يصنع الخليفة شيئاً ليحول دون وقوع الكارثة. وحين عرض الخليفة المستعصم على المغول التفاوض، كان قد تأخر كثيراً. وفى 10 فبراير 1258م استسلمت بغداد للمغول. واجتاح المغول المدينة فى 13 فبراير لتبدأ المجازر والنهب والاغتصاب والتدمير حتى سقطت بغداد وسقطت معها الخلافة العباسية فى مثل هذا اليوم (10 مارس 1258م) بعد حكم دام خمسة قرون للدولة العباسية وحينما سقطت بغداد كان قد قتل تقريبا 800.000 من أهلها ثم قتل هولاكو الخليفة العباسى بأن لفه فى سجادة وجعل يوسعه ضربا ودهسا من الخيول. وفى حكاية أخرى، تحدث ماركوبولو عن أن هولاكو حبس الخليفة مع كنوزه حتى مات جوعاً لكن لا يوجد دليل على ذلك.