كان صباح الاربعاء أسود حزينا امتدت يد الفتنة الي مرقدي الامامين الكبيرين علي الهادي بن محمد والذي عاش من 212ه 54ه وولده الامام الحسن العسكري بن علي "232 - 260ه" وهما ما هما في تاريخ الاسلام ولدي الامامية الأثني عشرية وقد احتل الامام علي الهادي منزل الامام العاشر كما احتل ولده الحسن المنزلة الحادية عشرة في حين كان آخر الأئمة محمد المهدي بن الحسن وهو الامام الثاني عشر والذي ولد عام 256ه ولم يمت كما تعتقد الشيعة وانما اختفي وسيظهر ليملأ الدنيا صلاحا بعد ان امتلأت فسادا وشرورا وقد سمي المهدي المنتظر فمن هما الامامان العاشر والحادي عشر اللذان استهدف التفجير الارهابي مرقديهما في مدينة سامراء شمال بغداد. الامام علي الملقب بالهادي ولد بالمدينةالمنورة ووصلت عنه وشاية الي الخليفة المتوكل العباسي فاستقدمه الي بغداد وانزله في مدينة سامراء التي كانت عاصمة ومدينة للعسكر فسمي الامام ابو الحسن بالعسكري لأن المعتصم لما بناها انتقل اليها بعسكره وقد علم المتوكل ان الامام علي الهادي يطلب الخلافة وان جماعته وشيعته يراسلونه بذلك فأرسل اليه الخليفة المتوكل واستجوبه وسأله ان كان عليه دين فقال نعم علي اربعة آلاف دينار فسدها عنه وأعاده الي منزله مكرما وبقي فيه الي ان توفي في سامراء ودفن في بيته. اما ولده الامام الحادي عشر فهو الحسن بن علي الهادي الملقب "بالحسن الخالص" ولد في المدينة ايضا وانتقل مع ابيه الي سامراء وقيل له العسكري كأبيه نسبة الي مدينة العسكر وبويع بالامامة بعد وفاة ابيه وتوفي بسامراء وقال صاحب كتاب وفيات الاعيال وهو مؤرخ شهير انه لما توفي الحسن العسكري ارتجت سامراء وقامت صيحة واحدة وعطلت الاسواق وغلقت الدكاكين وركب بنو هاشم والقادة والكتاب والقضاة وسائر الناس الي جنازته ودفن في البيت الذي دفن به ابوه. اما آخر الأئمة وهو الثاني عشر فاسمه محمد بن الحسن العسكري "الخالص" وهو معروف بالمهدي ولقب بأنه صاحب الزمان والمنتظر والحجة وصاحب السرداب ولد في سامراء ومات ابوه وعمره خمس سنوات ولما بلغ العاشرة دخل سردابا في دار ابيه بسامراء ولم يخرج منه والشيعة ينتظرونه ويقدسون سره ويقولون انه سيرجع آخر الزمان واسم امه نرجس وقد طلب ان لا يسمونه باسمه وانما المهدي او احد القابه الاخري. قد لا يفهم الكثيرون منزلة الأمامين العاشر والحادي عشر اللذين اعتدي علي مرقديهما وقد فجر ارهابيون قبة المرقد ولكنهما رضوان الله عليهما كانا وما زالا في منزلة عظيمة في نفوس ابنائهما وحتي لدي المسلمين كافة. فالامامة تبدأ بعلي بن ابي طالب ثم الحسن فالحسين فعلي زين العابدين ثم محمد الباقر وجعفر الصادق وموسي الكاظم وعلي الرضا ومحمد الجواد ثم علي الهادي بن محمد ثم الحسن العسكري ثم ولده محمد المهدي وهو آخرهم رضوان الله عليهم وهم عند الشيعة معصومون وانهم مبرأون من جميع الرذائل والفواحش منذ ميلادهم الي وفاتهم ويعتقد الشيعة برجعة الامام وقد تطور الامر بدل الرجعة الي ولاية الفقيه الذي يمثل الامام في الحكم وينوب عنه في غيابه وينفذ احكامه الي حين حضوره والامام الغائب المنتظر هو المهدي الذي سيقيم دولة الاسلام كما يقولون وفي الوقت الذي يعتقد الشيعة ذلك يعتقد السنة ان المهدي رجل مصلح يخرج في آخر الزمان علي عهد فتن واضطراب. واعتقد ان الاعتداء الغادر علي مرقد الامامين استهدف اثارة الشيعة والايقاع بهم في حرب اهلية وفتنة اذ ما ان تم تفجير المرقد وقبته حتي قامت الفتنة واحرقت مساجد السنة وجري اختطاف وقتل العشرات منهم وهو الامر الذي يريح اعداء العراق ولذا فان المطلوب ان ينهض العراقيون خلف صوت العقل الذي ينادي به مرجعهم السيستاني والسنة خلف مرجعياتهم لحقن دماء الشعب الواحد والحفاظ علي العراق والذي يجب ان يظل بعيدا عن الفتنة!!!