رفضت زوجتى الموافقة على الشعارات التى طرحتها فى المقال الفائت، وقالت: لازم الشعارات تبقى من عينة بالروح بالدم نفديك يا شارل.. قلت روح إيه اللى هتطلع دى ودم إيه.. إيه شعارات القتل دى ولما الشعب يفدينى بالروح وبالدم ويموت أنا هحكم مين.. أجيب شعب مستورد.. سمعت زوجتى تتمتم بكلمات مبهمة: ما هو كله مستورد.. جت على الشعب يعنى!.. وبعدها صمتت زوجتى صمتا مريبا لم يرحنى.. ولكننى باغتها: عاوزة تسمعى برنامجى ولا بلاش؟.. انفرجت أساريرها وقالت أوكيه.. قلت: أول هام فى البرنامج اللى هبقى مسؤول قدام الشعب مش وراه طبعا علشان أحققه هو إنشاء وزارتين، واحدة اسمها وزارة مكافحة الفساد، والتانية وزارة مكافحة التمييز، ووزارة تالتة علشان الشفافية.. أما الأولى فشغلها هيبقى نار وتقريبا هتبقى الوحيدة اللى شغالة، والوزير اللى هيمسكها هيبقى مسؤول أمام الرئيس مباشرة.. ورئيس الوزراء لا علاقة له به.. أما وزارة مكافحة التمييز فهيمسكها اتنين وزرا بالتناوب كل واحد ست شهور، وطبعا فهمتى أنا أقصد إيه وهيكون النموذج اللى لازم يكون قدام عينهم سنغافورة، وبصراحة النموذج اللى عندهم يستحق الاحترام، أما وزارة الشفافية دى فعاوزة قعدة كبيرة ونتكلم فيها بعدين.. ردت زوجتى حيلك حيلك شكلك هتخش فى كشك الكهربا مش فى الحيط.. إنت بدأت سخن أوى.. خلاص يا ست متحبطنيش.. هنتكلم عن الاقتصاد بلاش سياسة دلوقتى – هربت من هذه المناقشة السياسية مع زوجتى لأن عقلها مبرمج فى ظل الأوضاع الحالية على ثقافة الخوف – شوفى يا ست أنا هاعمل وزارة للصحراء يكون من شأنها تخصيص الأراضى للشباب ومساعدتهم فى عمل مشاريع مجانا على أن تأخذ الدولة مقابل ذلك 20% من صافى الربح لمدة عشرين سنة لمساعدة شباب آخرين وستكون لها مهام أخرى طبعا. أما الوزارة التى ستكون مهمة فهى وزارة الدولة لتنمية الشواطئ وزى ما إنتى عارفة إن مصر فيها 3 آلاف كيلومتر شواطئ بس مفيش حد منتبه ليها، ولما انتبهوا عملوها مصايف وسلملى على شرم الشيخ رغم أنها لو اتنمت صح تغنينا عن أكل اللحمة ونقضيها سمك. ردت زوجتى بالمناسبة السمك المجمد التايوانى اللى انت جبته طعمه مش حلو وما تجبهوش تانى.. يا ست إحنا فى إيه ولا فى إيه.. يا سيدى عديها بقى.. ماشى. نرجع لموضوعنا تانى.. باقى الوزارات هتبقى زى ما هى بس هلغى وزارة التضامن وأرجّع وزارة التموين رغم أنها وزارة اتعملت فى زمن الحرب يعنى وزارة حرب لكن إحنا محتاجينها دلوقتى.. ده كفاية على الشعب حرب الأنابيب والعيش. ولكن زوجتى قفزت قفزة غريبة فى الكلام على طريقة هزنئه هزنئه وسألت: ورئيس الوزرا هيجى إزاى؟.. ولو إنى مش عاوز أتكلم فى مسألة تعيينات الوزرا دلوقتى لكن أنا هاجاوب.. شوفى يا ست هانم رئيس الوزرا هيجى بالانتخاب وليس بالتعيين، وربما أعمل مسابقة وكل واحد يرى أن الشروط تنطبق عليه من حقه يتقدم للامتحان أمام لجنة سيتم تحديد أعضائها من نخبة المجتمع من ذوى السمعة الحسنة علشان ما ياخدش فى نفسه قلم ويبقى عارف إن دى وظيفة كبيرة وإنه موظف كبير وإنه فى خدمة الشعب. مسابقة.. مسابقة، انت بتحلم.. الأحلام يا ست هانم بتتحقق وليه ما نحلمش.. حتى الأحلام مستكترينها علينا؟ وسألتنى زوجتى سؤالا أرعبنى: وناوى تغير الدستور ولا لأ.. ؟ [email protected]