استقبل الآلاف من أبناء مصر الشرفاء الدكتور محمد البرادعى يوم وصوله إلى مطار القاهرة بمشهد تاريخى أعاد لنا ذكريات صور الجماهير الوفية التى كانت تحيط بسيارة الرئيس جمال عبدالناصر، الذى مهما اختلف البعض فى توجهاته السياسية لكنه دخل تاريخ مصر خلال مرحلة المد الثورى، التى لم يشهدها الكثيرون من الأجيال الحالية، الذين انحصر للأسف اهتمامهم بالإحاطة بسيارة الفريق القومى لكرة القدم، ثم يعاودون النوم للإفاقة من النوم فى العسل كل سنتين، ليحققوا انتصاراً مؤقتاً جديداً. فى غمرة حماسنا بوصول البرادعى، وبعد تفجيره القضايا المسكوت عنها، بدأ يتعرض لهجوم شرس من أصحاب الجمود الفكرى، ومن بعض الأحزاب الكرتونية، ومن بعض أعضاء الحزب الوطنى. ثم المحاولات الحكومية الماكرة لزيادة رواتب أئمة المساجد للهجوم عليه فارتعش الجميع، خاصة بعد أن ألقى البرادعى حجراً فى بحيرة المياه الراكدة ولم يستطيعوا أن يقدموا روشتة علاج لأمراض مصر المزمنة واكتفوا بترديد شعارهم المميز «إنا هنا قاعدون».. ونسوا، خلال فزعهم وخوفهم، أن الرئيس مبارك قد منح الرجل قلادة النيل العظمى احتراماً وتقديراً لخدماته الدولية، فأين حمرة الخجل يا سادة بعد ذلك مما تفعلونه بهذه القامة الدولية الكبرى؟! فاروق على متولى السويس [email protected]