واشنطن: نرغب فى ظهور «عملية تنافسية» لتشكيل مستقبل الحكم فى مصر

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بى جى كراولى: «إن المناورة السياسية فى القاهرة شأن داخلى يخص المصريين».
وأضاف فى تصريحات لوكالة يونايتد برس الأمريكية: «أعتقد أننا نرغب فى ظهور عملية سياسية أكثر شمولا فى مصر، بحيث تكون هذه العملية تنافسية وتوفر الفرصة لمزيد من المواطنين كى يشاركوا فيها، وأن يكون لديهم إيمان وفرصة فى تشكيل مستقبل الحكم فى البلاد».
ونقلت الوكالة عن مسؤولين أمريكيين قولهم: «إن واشنطن ترغب فى ظهور عملية سياسية أكثر نشاطا وشمولا، بالنظر إلى أن محمد البرادعى، مدير عام وكالة الطاقة الذرية السابق، تسبب فى حالة حراك». وأضافت الوكالة فى تقرير لها أمس الأول تحت عنوان: «الولايات المتحدة تريد منافسة فى سياسة القاهرة: إن البرادعى يختبر الساحة السياسية للقيام بمحاولة محتملة لخوض الانتخابات الرئاسية»، واستدركت: أن «البرادعى لم يشر إلى ما إذا كان سيرشح نفسه كى يتحدى الرئيس مبارك فى انتخابات الرئاسة التى تجرى فى 2011، من عدمه».
فى سياق متصل، اعتبر الكاتب بمجلة «فوربس» الأمريكية ديفيد شنيكر ترقب البرادعى لتحد غير محتمل للرئيس مبارك أو نجله جمال، هو التطور الأكثر أهمية فى الحياة السياسية المصرية خلال السنوات الماضية.
وتوقع الكاتب، الذى يعمل مديرا لبرنامج السياسة العربية بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن يمنع القانون المصرى والنظام الحاكم المستبد البرادعى من الحصول على الأصوات.
وقال فى مقاله الذى حمل عنوان، «أمل على ضفاف النيل»: إن إغراء البرادعى لخوض السباق الرئاسى أدى إلى تنشيط جمهور الناخبين ولو بشكل مؤقت، وأنه منذ تقاعده من منصبه فى وكالة الطاقة الذرية، يصنع مانشيتات صحفية من خلال نقده للحكم فى مصر، حيث أدان فى سلسلة من اللقاءات التليفزيونية غياب الديمقراطية، والإيقاع البطىء للإصلاح، مؤكدا حاجة البلاد للتغيير.
ورفض الكاتب اتهام الصحف الحكومية للبرادعى بأنه أداة أمريكية، قائلا: إنه وصف شاذ، خاصة أن علاقة البرادعى بإدارة بوش توصف بالنزاع، مستبعدا فى الوقت نفسه أن تكون علاقته بإدارة أوباما أفضل حالا.
وتوقع الكاتب أن تكون هناك فرصة ضئيلة بأن يدعم حسنى مبارك تعديل الدستور بالشكل الذى يسمح بخوض البرادعى الانتخابات، مشيرا إلى أن مبارك فى السلطة منذ قرابة 30 عاما، أما البرادعى فله سيرة ذاتية تتسم بالجاذبية الشعبية، وهو نجل نقيب المحامين الأسبق، وعمل لثلاث فترات فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية فضلا عن فوزه بجائزة نوبل للسلام، وحصل على «قلادة النيل» من الرئيس مبارك عام 2006، وهو أرفع وسام مصرى، تقديرا لخدمته للبلاد.