جو من المرح والسعادة تعيشه الهند، هذه الأيام، حيث يحتفل شعبها بما يسمى «مهرجان الألوان» أو «هولى»، الذى يوافق بدء موسم الربيع وتفتح الأزهار، وهو احتفال صاخب يتخذ مظهراً اجتماعياً، و له جذور دينية عند الهندوس، حيث إنه يعد «الطبعة الهندوسية» من «عيد الحب»، لكنه يأخذ الطابع الاحتفالى الذى يوحى بالبهجة والفرح، من مسيرات رقص وغناء، تعبيراً عن الابتهاج ب«الحياة الجديدة» دون أى مظاهر دينية. ويتميز هذا المهرجان بأن الهندوس يتخلون فيه عن القاعدة الصارمة القاضية ب«الفصل الطبقى»، حيث يقوم الرجال والنساء.. الصغار والكبار.. من كل الطبقات فى المجتمع الهندى بتحركات شعبية فى الميادين الرئيسية والأماكن العامة والحدائق، ويقومون بعمل خليط من تمازج الألوان والمساحيق والأصباغ ويلقونه على بعضهم البعض فى جو من المرح والمتعة ويرددون بعض الأغانى الخاصة بهذه المناسبة. ولكن لا تخلو هذه الاحتفالات الصاخبة من بعض الحوادث، خاصة بعد استخدام صبغات كيماوية تؤذى الجسم البشرى وتترك آثارا جانبية خاصةً، ومن الصعب أيضا أن تزول هذه الصبغة عن الوجوه والأيادى بعد عدة أيام، لذا يعلو الخوف جميع الوجوه فى الشوارع من التعرض لأعمال شغب من قبل البعض بوضع ألوان مؤذية للبشرة. وبالفعل دفع 3 أشخاص حياتهم ثمناً للاحتفال ب«مهرجان الألوان»، كما أصيب 12 آخرون بجروح، أمس الأول، خلال الاحتفالات. وذكرت مصادر الشرطة بولاية بيهار شرقى الهند أن شخصين قتلا رميا بالرصاص بمقاطعة أورانجاباد عندما قاما بإلقاء صبغة الألوان الشهيرة على أحد الأشخاص الذى قام على الفور بإطلاق النار عليهما فأرداهما قتيلين. وأضافت المصادر أن شخصا لقى مصرعه وأصيب 12 آخرون فى معركة نشبت بين عائلتين، بسبب إلقاء صبغات الألوان على أسرة بأحد الشوارع فى مقاطعة باتنا، مشيرة إلى أنه تم نقل المصابين إلى مستشفى كلية الطب.