كشفت مصادر مطلعة بهيئة التفتيش التابعة للسلامة البحرية ل«المصرى اليوم» عن معلومات جديدة حول تلاعب المشغلين فى أنظمة سلامة العبارات العاملة فى نقل الركاب بالبحر الأحمر، مما يهدد سلامة الركاب فى حالة حدوث ظروف غير طبيعية أثناء رحلة العبّارة فى المياه. وأكدت المصادر أن العبّارة «الهدى» التى تحمل العلم البنمى وتم بناؤها عام 1992، من نوع يسمى «دايناميك شيب»، ومسموح لها بحمولة 450 راكبا فقط، ولكنها تقوم بنقل 600 راكب بزيادة 25%، مخالفة كل اللوائح والأنظمة الدولية، وذلك بعد أن قامت بإزالة مساحات كبيرة من الكافيتريا وتحويلها إلى كراسى «بولمان». وذكرت المصادر أن العبّارة عندما أرادت أن تعمل فى خدمة نقل الركاب عام 2007، فإن «هيئة التفتيش» رفضت الزيادة التى أضافتها على السطح لأنها من نوع لا يجوز زيادة عدد ركابه، فلجأت شركة «فورشن مارتيم» المالكة والمشغلة العبّارة إلى هيئة التفتيش الإيطالية «رينا»، التى كانت مشرفة على عبارات ممدوح إسماعيل لتعطيها شهادة تثبت أن العبّارة تستطيع أن تحمل 600 راكب بدلا من 450. واستطردت المصادر: «لكن الهيئة أرادت أن تبرئ ساحتها القانونية والفنية، فقامت بمنح الشركة شهادة تؤكد أن العبارة عليها أجهزة سلامة من (جواكت النجاة ورماثات) تكفى ل600 راكب، دون أن تشير إلى موافقتها على الزيادة». وأشارت إلى أن الشركة المشغلة قامت بتقديم الشهادة إلى هيئة التفتيش البحرى، واستطاعت أن تحصل على موافقتها على العمل فى مصر، وعلى الخطوط الملاحية مع السعودية. وذكرت أن العبّارة الثانية هى «الكيونى» وتحمل العلم البنمى أيضا، إنتاج عام 1994 وهى تابعة لنفس الشركة المشغّلة للأولى، والاثنتان يملكهما مستثمر يونانى يدعى «ليلاكس». العبارة - بحسب المصادر - يابانية، وكانت تعمل فى نقل التريللات فقط، وقامت الشركة بالتعاون مع المستثمر اليونانى بشرائها بقيمة 3.5 مليون دولار، وتم نقلها إلى اليونان وتعديلها من جديد. كانت العبارة القديمة تتكون من جراج ضخم للتريلات، وطابق آخر يبلغ ارتفاعه 1.5 متر مخصص لنوم السائقين، وعندما دخلت حوض التعديل فى اليونان تمت زيادة ارتفاع الطابق العلوى لكى يكون مخصصا للركاب، وتم التعديل الأول بحيث تستوعب 830 راكبا فى 2007، وعلى الرغم من خطورة هذا التعديل، الذى يغير من معامل اتزان العبارة ويجعلها فى خطر إذا حدث تغير طارئ فى البحر، فإن جهات التفتيش بهيئة السلامة وقطاع النقل البحرى وافقت على تشغيل العبارة، خاصة أن هيئة التفتيش «h.r.s» منحتها شهادة بأنها تستطيع نقل 830 راكبا، وأن أجهزة السلامة عليها كافية لإنقاذ الركاب فى حالة حدوث خطر. وأضافت المصادر: «قامت الشركة المشغلة عام 2009 بعمل تعديل آخر فى العبارة جعلها تستطيع نقل 1026 راكبا بدلا من 830 بنسبة زيادة 35%، بخلاف طاقم العبارة، وقامت الشركة بإزالة أجزاء رئيسية من فراغات العبارة المخصصة للهروب ومن الكافيتريا لوضع مقاعد بدلا منها».