مرشحو الرئاسة.. من «هياتم» و«المليجي» إلى «كافكا» و«الآنسة حنفي»

«هياتم رئيسا للجمهورية».. كان هذا هو عنوان عدة حملات ظهرت على شبكات التواصل الاجتماعي مؤخرا، واتخذت الحملة صورة الراقصة والممثلة في أيام شبابها الأولى، على خلفية حمراء وبمكياج كامل؟.. هل هي مزحة؟ نعم، ولكن الخيال أحيانا يحاول أكثر مما ينبغي ليصبح مساويًا لعبث الحقيقة.
وعلى خلفية الصورة، ظهرت العديد من التعليقات الساخرة المرتبطة بالتطورات الراهنة على الساحة السياسية: «دولة مدنية بمرجعية جنسية»، بدلا من الجملة الشهيرة «دولة مدنية بمرجعية إسلامية».
بدأت حملة هياتم الرئاسية بهاشتاج كوميدي على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، إلا أن البعض أخذ الأمر بجدية، ما أجبر هياتم على أن تقوم بنفي دخولها سباق الرئاسة علنًا.
وعلى مدار الشهور القليلة الماضية، ظهرت صفحات مشابهة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، ترشح فنانين ورموز ثقافية ليس لديهم أي فرصة في دخول انتخابات الرئاسة، وسط الحملات المحمومة للمرشحين المحتملين.
وبعيدًا عن صفحة هياتم، ظهرت صفحة أخرى تدعم الممثل الشهير المرحوم محمود المليجي، لخوض السباق الرئاسي، بالإضافة إلى شخصية «الآنسة حنفي» التي جسدها إسماعيل يس في فيلم بنفس الاسم عام 1954، حتى أن صفحة ظهرت لترشيح الكاتب التشيكي فرانز كافكا.
يقول إسلام الرفاعي، مديرصفحة حملة هياتم على فيسبوك وتويتر: «بدأت الحملة كنوع من المزاح مثلما أفعل عادة على صفحات التواصل الإجتماعي».
رفاعي، المعروف باسم «خرم»، يعد أحد مشاهير تويتر ويتبعه أكثر من 36 ألف شخص، اندهش من انتشار مزحة هياتم للرئاسة، وتحدث وسائل الإعلام عنها، ويوضح أنه اختار هياتم لأنها «بعيدة عن الأضواء منذ سنوات»، كما أنها تعتبر «نجمة أفلام المقاولات التي كبرنا عليها»، على حد قوله.
أضاف أنهم لم يقصدوا الإساءة لهياتم بأي شكل، بل على العكس «أفادتها الحملة، لأنها عادت لأضواء الشهرة من جديد، حتى أنها قالت إنها بصدد كتابة مذكراتها أو ما شابه»، مضيفًا أنه على الرغم من أن الحملة كانت تجربة ساخرة ليس أكثر، إلا أنه سعيد لأن بعض الناس صدقوها، قائلا «الناس تحتاج للصدمات، ومن خلال تلك الألعاب الساخرة، يفرغون القضايا الجادة مما بها».
ويرى إسلام الرفاعي، الليبرالي، الذي كان ينوي التصويت للمرشح السلفي حازم أبو إسماعيل قبل أن يخرج من سباق الرئاسة، أن «التجربة الإسلامية يجب أن تصل إلى أقصاها، حتى يستطيع الناس التغلب عليها».
وبالطريقة نفسها، لم يجد القاص حمادة زيدان شخصية أفضل لخوض الرئاسة على فيسبوك من «الآنسة حنفي»، إلا أن صفحة الحملة لا تحمل نفس الحس الساخر لصفحة «هياتم»، بل يتسم محتواها بجدية أكبر.
ويظهر شعار الصفحة صورة للممثل إسماعيل يس وهو متنكر في شخصية «الآنسة حنفي» على خلفية علم مصر الملكي، وتتسم محتويات الصفحة في مجملها بالحنين إلى الماضي.
يقول زيدان إنه اختار الشخصية لأن البطل الرئيسي ضيق الأفق في الفيلم، يتحول لامرأة ويبدأ في المطالبة بحريات كان هو نفسه يمنعها عن المرأة عندما كان رجلًا.
ويخطط زيدان لأن يبدأ في وضع برنامج رئاسي للآنسة حنفي رئيسًا، وأن يرد على استفسارات الناس على الصفحة.
وهناك صفحات أخرى على فيسبوك، لم تحظ بنفس القدر من الشهرة ولكنها تظل مبدعة، منها الصفحة التي رشحت الشرير الأشهر في السينما المصرية، الممثل محمود المليجي، والصفحة تستخدم شعارًا مشابها لشعار ترشيح محمد البرادعي للرئاسة، إلا إنها تضع صورة المليجي مقطبًا وجهه بدلا من البرادعي.
ويظهر المليجي في صورة أخرى من فيلمه الشهير «الأرض» الذي يجسد فيه شخصية أبو سويلم الذي يحارب السلطة وملاك الأراضي الإقطاعيين.
وفي حين تختار معظم الصفحات شخصيات محلية معروفة ثقافيًا للمجتمع، ذهب البعض للبحث عن رمز آخر للإلهام، فكانت صفحة «كافكا رئيسًا»، التي استقت الفكرة من صورة بالأبيض والأسود لأمريكية تحتج على ترشيح هوبرت همفري لرئاسة أمريكا عام 1968، وترفع لافتة تدعو لترشيح كافكا بدلا منه.
إدارة صفحة كافكا وضعت صورة له بالإضافة إلى عدة شعارات مستلهمة من كتاباته، مثل «تقسيم، تفتيت، تقزيم، هدم وإسقاط البلاد»، بالإضافة إلى «معا لتحويل السلطة إلى كيان أجوف»، كما دعت مستخدمي فيسبوك لإضافة تعليقاتهم الخاصة وربطها بالأحداث السياسية الجارية، فكتب أحدهم «كافكا هو أول من دمر أسطورة القضاء العادل في روايته المعروفة باسم المحاكمة».