وزير رى جنوب السودان: لا نرضخ للضغوط الإسرائيلية.. ولا عودة ل«جونجلى»

أعلنت حكومة جنوب السودان على هامش اجتماعات المنتدى العالمى للمياه، بمدينة مارسيليا الفرنسية عن سعيها لتنفيذ مشروعات مشتركة مع مصر تستهدف التنمية فى بلادها، وأنها لن تسعى للإضرار بالمصالح المصرية، ولا ترضخ لأى ضغوط من جانب إسرائيل للتأثير على العلاقات مع القاهرة، رغم تأكيدها استبعاد استئناف العمل فى مشروع قناة جونجلى للحد من فواقد النيل الأبيض.
يأتى ذلك وسط محاولات مصرية للترتيب لعقد الاجتماع الاستثنائى لوزراء المياه بدول حوض النيل خلال الشهر المقبل، رغم تأكيدات العديد من الخبراء المشاركين فى المنتدى العالمى للمياه بأن دول حوض النيل تحاول الضغط على مصر لصالح العديد من الدول الكبرى التى تسعى لتحقيق مصالحها فى القارة الأفريقية، وليس بهدف حاجتها لمياه النيل التى لا تعتمد عليه لتلبية احتياجاتها المائية لسقوط كميات «هائلة» من الأمطار تشكل 40 ضعف ما يصل إلى مصر والسودان.
وأكد بول مايوم، وزير الموارد المائية والرى فى جنوب السودان أن إسرائيل لن تستطيع أن تمارس ضغوطاً على دول حوض النيل لاتخاذ مواقف تضر بالمصالح العربية فى المنطقة خاصة مصر، مشيراً إلى أن هذه العلاقات - يقصد إسرائيل - لها حدود تراعى المصالح المشتركة دون أن تتجاوز الحدود للعلاقات الطبيعية بين دول الحوض ومصر والسودان. وأوضح مايوم، فى تصريحات صحفية على هامش اجتماعات المنتدى العالمى للمياه فى مدينة مارسيليا، أن بلاده لن تسمح لإسرائيل بالتأثير على علاقاتنا مع القاهرة والخرطوم .
لأن نهر النيل هو الرابط الحقيقى لدول الحوض، مشيراً إلى أنه يجب على دول حوض النيل الاهتمام أكثر بتنفيذ مشروعات مشتركة بين دول حوض النيل للاستفادة من الموارد المائية للنهر بالإضافة إلى تنفيذ مشروعات زراعية وتوفير إمدادات لمياه الشرب تستفيد منها الفئات الفقيرة فى المناطق الريفية. وأضاف أن موضوع إقامة السدود على نهر النيل من الموضوعات الحساسة، رغم أنها لن تضر بالدول الواقعة إلى شمال هذه السدود، ولن تستفيد هذه الدول من محاولة منع وصول المياه إلى الأطراف الاخرى.
وحول إعادة العمل فى قناة جونجلى لتوفير 7 مليارات متر مكعب من المياه لصالح مصر والسودان وجنوب السودان أكد الوزير أن المشروع لا يحتل الأولوية لدى حكومة جنوب السودان، لعدة أسباب منها أن دراسات الجدوى للمشروع قديمة منذ السبعينيات من القرن الماضى وتحتاج للتحديث، لافتا إلى أن الأولوية القصوى لجنوب السودان هى تنفيذ مشروعات تستهدف رفع مستوى معيشة أهالى القرى وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية من خلال تبنى سياسات تدعم هذه التوجهات.