انتقادات حادة ل«لافروف» بسبب «الموقف الروسي» من سوريا في اجتماع الوزراء العرب

عقد مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، اجتماعه، السبت، لبحث الأزمة السورية وترتيبات العراق لاستضافة القمة العربية في بغداد نهاية الشهر الجاري، وذلك بحضور وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الذي دخل في سجال مع وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، بسبب الأزمة السورية في الجلسة الافتتاحية للاجتماع.
ووجه الوزير الخارجية السعودي انتقادات لاذعة لكل من روسيا والصين، خلال الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمجلس في دورته 137، بسبب موقفهما من الأزمة السورية، وحملهما مسؤولية أعداد القتلى المتزايدة في المدن السورية.
وقال «الفيصل» إن «بعض ممن عبروا عن مساندتهم للمبادرة العربية لمعالجة الأزمة في سوريا اختاروا أن يجهضوها عندما جرى طرحها أمام مجلس الأمن، لتسجيل موقف أقل ما يقال عنه أنه يستهين بأرواح ودماء المواطنين الأبرياء في سوريا».
وأضاف إن «هذا الموقف المتراخي والمتخاذل من قبل الدول التي أفشلت قرار مجلس الأمن وصوتت ضد قرار الجمعية العامة فيما يتعلق بالشأن السوري، قد منح النظام هناك الرخصة للتمادي في ممارساته الوحشية ضد الشعب دونما شفقة أو رحمة».
وتابع أن «الزيادة بشكل رهيب في أرقام القتلى والمصابين تدلل بشكل صارخ على نتائج الاعتراض على مرور هذا القرار الذي كان يمكن أن يساعد على حقن الدماء وإنقاذ الأرواح».
ودافع وزير الخارجية الروسي عن موقف بلاده إزاء الأزمة السورية، مؤكدا أن بلاده أيدت التطلعات الديمقراطية في الدول العربية.
وقال «لافروف» «البعض يقول إن لدينا مصالح معينة في هذا الصدد، إننا لم نشن حربا استعمارية في منطقتكم، وحجم علاقتنا التجارية مع الدول المشار إليها أقل من علاقتنا مع دول أخرى، فنحن لا نسعى للاستفادة الاقتصادية».
وفيما يتعلق بالفيتو الروسي في مجلس الأمن على المبادرة العربية لحل الأزمة السوري، أوضح «لافروف» إن «القرار كان يجب أن يطلب وقف العنف أيا كان مصدره، و تنفيذ مادعت إليه جامعة الدول العربية، وبالتالي أن يطلب من الأطراف الأخرى (في إشارة للمعارضة) الانسحاب من المدن التي تواجدوا فيها، في نفس الوقت الذي طلب من الحكومة السورية ذلك، ولكن شركاءنا أصروا على أن الأطراف الحكومية هي التي يجب أن تنسحب، ثم الأطراف الأخرى».
وذكر إن «الدول دائمة العضوية، بالإضافة إلى المغرب، تسعى لاعتماد مشروع آخر»، مشيرا إلى «إننا لا نسعى أن تنتصر للمجموعات المتمردة، ولا نريد أعمال عنف في المدن حتى تتاح الفرصة للأهداف التي نتوخاها».
وحدد الوزير الخطوات المطلوبة لوقف العنف، وتقديم مساعدات إنسانية، وإجراء حوار شامل، بين الحكومة والأطراف المعارضة.
وحذر الوزير الروسي من الربط بين إيران وبين الأزمة السورية «لأن هذا الربط يساعد على حدوث فتنة سنية شيعية، وهو ما سيؤثر على سكان المنطقة من المسلمين والمسيحيين، وكذلك سيؤثر على روسيا»، كما طالب «لافروف» بألا تتسبب الأزمة السورية في نسيان القضية الفلسطينية.
وقال وزير خارجية قطر، حمد بن جاسم، رئيس مجلس الجامعة العربية في الدورة المنتهية، «توجهت الجامعة العربية إلى مجلس الأمن، ولكن للأسف لم نتمكن من اصدار قرار بسبب الاعتراض الصيني والروسي، ولذلك ندعو الدولتين إلى تغيير موقفهما، لأنه أرسل رسالة خاطئة للنظام السوري شجعه على التمادي في قمع شعبه».
ودعا بن جاسم إلى ضرورة تطبيق الاقتراح الداعي إلى إرسال قوات عربية أممية لحفظ السلام في سوريا وتقديم مساعدات للشعب السوري لحماية نفسه، داعيا إلى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري.
وقال الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة، إن «جامعة الدول العربية منذ شهر يوليو الماضي لم تدخر جهدا إلا بذلته فيما يتعلق بالأزمة السورية»، مشيرا إلى طرح موضوع إنشاء محكمة عدل عربية لحقوق الإنسان، في ظل التحولات العربية الجارية.
وأكد «العربي» على الأهمية البالغة لإنجاح «قمة بغداد»، مشيرا إلى أنها تعبر عن التواصل المباشر مع الشعب العراقي، ليعود العراق عضوا فاعلا في المنظومة العربية.
وقال إنه سيطرح بعض الأفكار المبدئية لتطوير الجامعة العربية، كما يتوقع تقريرا مرحليا من اللجنة التي يرأسها الوزير الجزائري الأخضر الإبراهيمي.