إنتاج الكاڤيار بمياه الصرف الصحي بالصحراء!!

كتب: محمود سلامة الهايشة:
وصلتني مقالة رائعة بعنوان "أنها معركة حضارية" من أحد الأساتذة الأكاديميين في مجال البحث العلمي وإنتاج الغذاء وبالأخص أحد أهم مصادر البروتين الحيواني وأحبها للمستهلك، ألا وهو الإنتاج السمكي. وربط في مقاله بين التفوق العلمي في مجالات البحث والتطوير والتنمية لإسرائيل على الجانبين العسكري والمدني، وسلط الضوء على نجاح إسرائيل في إنتاج الكافيار بالاستزراع الصحراوي!!
ويقول أستاذ الاستزراع السمكي بمركز بحوث الصحراء بالقاهرة الدكتور/مصطفى سعيد: في الآونة الأخيرة سمعنا عن انجازات عسكرية اسرائيلية فى مجال تصنيع السلاح، منها ابتكار احدث سلاح آلي لأفراد المشاة وتطوير طائرة الاستطلاع بدون طيار التى طورتها اسرائيل لتضرب بها الفلسطينيين من غرفة العمليات بدقة وبدون اى خسائر، كما طورت بندقية يمكن استخدامها فى الضرب من وراء ساتر دون ان يظهر اى جزء من جسم المستخدم وقد حققت اسرائيل نسبة مبيعات عالية من هذه الأسلحة المتقدمة.
أما في مجال البحوث المدنية فحدث ولا حرج فقد فاجئني احد الأصدقاء بقوله هل تستطيع ان تنتج كافيار من مزرعة فى الصحراء؟! ولآن الاستزراع السمكي هو تخصصي فقلت له لا لآن الكافيار ينتج من سمكة الاستيرجيون وموطنها روسيا ولكنه قال لي إسرائيل عملتها فبحثت في الانترنت لأجد أن إسرائيل قد فعلت كل شىء تقريبا فى هذا المجال.
فقد توصلت إلى نظام مغلق للتربية يمكن ان يربى فية اى نوع سمك ويعطى أعلى إنتاجية عن طريق تكييف الظروف الملائمة وبذلك اصبحت اسرائيل من اشهر مصدرى الكافيار فى العالم، كما توصلت الى مجموعات من البكتريا تقوم بتنظيف الاحواض من اى ملوثات وتصل بنسبة النقاء الى 100% وبالتالى استغنت عن الطريقة التقليدية فى تغيير المياه ووصلت إلى ما يعرق بنسبة الصفر فى تغيير المياه.
لقد وصل التحدي بإسرائيل للدول العربية ان طلبت ان تشترى منهم مياه الصرف الصحي لأنها استطاعت أن تصل بنسبة نقاء هذه المياه إلى نقاء مياه الشرب وتستخلص منها مواد ذات قيمة اقتصادية.
ارجو ان يكون هذا انذار خطر للمسئولين لأننا إذا هزمنا في البحث العلمي فإننا نكون قد خسرنا الحرب العسكرية قبل ان تبدأ.
أقول لك أستاذنا الدكتور مصطفى، نعم هزمنا وبالضربة القاضية، فالاعتراف بالحق فضيلة، فقد اعترفت أنت في كلامك أنهم تطوروا وتقدموا وتفوقوا ونحن حتى لا نعلم، فكل شيء نعرفه بالصدفة، وبدلاً من أن تزيد الحكومة من ميزانية البحث العلمي المنخفض بمقارنة بجميع دول العالم تقوم بتخفيضها للعُشر؛ لأننا كما قالوا عنا أننا أمة لا تقرأ وأن قرأت لا تفهم وأن فهمت لا تعمل.