قبل أن نتطرق للحديث عن كرسى الكراسى «كرسى الحكم».. أذكركم بأن هناك كرسياً أعظم!! لا يتمناه معظم حكام العالم الثالث!! إنه «كرسى الحكمة».. كرسى يذكر التاريخ الجالس عليه ويعظمه.. وهناك من انتقل ليجلس عليه برغبته فخلده التاريخ!! نعطى هنا مثالين: شكرى القوتلى، رئيس الجمهورية السورية، الذى تنازل طواعية للرئيس جمال عبدالناصر عن منصبه عام 1958 من أجل الوحدة بين مصر وسوريا، والتى جمعتهما تحت اسم «الجمهورية العربية المتحدة» غادر موقعه واكتفى باللقب الذى أطلقوه عليه «المواطن الأول»! ولكن تجربة الوحدة فشلت بسبب غباء القيادات، وحدث الانفصال فى 1961.. ومات شكرى القوتلى كمداً فى بيروت بعد أن انهارت آماله فى الوحدة!! أما الثانى فهو الفريق السودانى عبدالرحمن سوار الذهب الذى سلم الحكم طواعية إلى الأحزاب السودانية، وغادر كرسيه ليعمل فى بعض المؤسسات الخيرية التطوعية.. وكانت نفسه تتمزق وهو يتابع تناحر الأحزاب التى سلمها الحكم مع بعضها البعض!!.. كثير من شباب اليوم لا يعلمون شيئاً عن هذين الرجلين اللذين انتقلا بكبرياء وشموخ من مقاعد الحكم إلى مقاعد الحكمة.. ترى هل سيذكر التاريخ قريباً اسماً لفارس مصرى يترجل ليضاف إليهما.. سنرى؟!