متحدث اللجنة المصرية في غزة: نعيش بين الواجب الإنساني والظروف القاسية.. لكن خدمة مصر وفلسطين تمنحنا القوة

أكد الفلسطينى محمد منصور، المتحدث باسم اللجنة المصرية في غزة، أن اللجنة كانت على استعداد تام منذ الساعات الأولى لدخول الهدنة حيز التنفيذ، فمع بزوغ الفجر، في الرابعة تقريبًا، بدأنا تجهيز الشاحنات إلى جانب تجهيز مركبات اللجنة، وانطلقنا في السابعة صباحًا نحو شوارع المنطقة الوسطى، وكان شرف كبير لنا أن نكون أول من يدخل إلى شمال قطاع غزة بعد بدء الهدنة، تنفيذًا لتوجيهات مباشرة من القاهرة، فيما استقبلنا الجميع بالأعلام المصرية وبصور الرئيس السيسى.
منصور: بيتي في جباليا دمر بالكامل واستشهد أقاربي أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات
وأضاف «منصور» خلال حواره مع «المصري اليوم»: «دخلنا بأربع شاحنات تحمل طرودًا إغاثية إلى الأهالي الذين حوصروا فى الشمال لأكثر من أربعين يومًا بعد أن أغلق الجيش الإسرائيلى المنافذ البرية كافة، وقد استقبلتنا العائلات بروح عالية، بالتهليل والتكبير، وفي يوم واحد سيرنا نحو مائة شاحنة، لم تحمل مواد غذائية فقط، بل أيضًا المواطنين الذين لم يكن بمقدورهم العودة إلى مناطقهم بسبب ضيق ذات اليد، فقمنا بإجلائهم إلى الشمال دعمًا لصمودهم، ولقد استقبلنا كلمات وشهادات من الأهالي تفيض بالامتنان، وهتافات مؤثرة لمصر والرئيس عبدالفتاح السيسى، كانت لحظة إنسانية صادقة أبكتنا جميعًا، وأكدت أن الشعب الفلسطينى استعاد وعيه الحقيقى بأن مصر كانت وستظل قلب الأمة العربية، السند الدائم لغزة وشعبها.
وعن الأوضاع الإنسانية والمعيشية لأهالي جباليا بعد القصف والنزوح المستمر، أوضح «منصور»: أنا من جباليا فى قطاع غزة، نحن عائلة مسالمة، وكما يقال دائمًا نسير بجانب الحائط ونطلب الستر، وبيتي وبيت أهلي دمرا بالكامل في بداية الاجتياح البري الإسرائيلي لجباليا، كما استشهد عمي أثناء القصف المدفعي العشوائي، واستشهد ابن عمي وهو فى طريقه للحصول على المساعدات، تلك المساعدات التي تحولت إلى مصائد موت أرهقت قلوب الفلسطينيين، واستشهد ابن عمي الآخر أيضًا بينما كان يبحث عن طعام في منطقة زيكيم، نزحنا بعد ذلك مثل سائر أبناء شعبنا، والآن نعيش في الخيام في ظروف مأساوية لا تختلف عن حال أهل غزة جميعًا.
واستكمل حديثه: «حاولنا أن نتوجه إلى جباليا لتفقد منازلنا، فلم نجد أي معالم تذكر، خاصة في شارع غزة القديم والمناطق القريبة من حي الشيخ رضوان، وبكل صراحة، نحن كفلسطينيين تفاجأنا عندما شاهدنا فئة ضالة لا تمثل الإسلام تخرج في تل أبيب أمام السفارات المصرية، متهمةً مصر بإغلاق المعابر وتجويع غزة، بينما الحقيقة أن مصر لم تغلق المعابر يومًا، بل فتحتها على مدار الوقت، وإنما الجيش الإسرائيلي هو من أغلقها بالدبابات والجرافات بعد أن احتل مدينة رفح بالكامل».
منصور: زرت مصر خمس مرات وأفتخر بحب جيشها وشعبها لنا
وقال متحدث اللجنة المصرية في غزة، إنه كفلسطيني زرت مصر أكثر من خمس مرات، ورأيت كم يحبنا شعب مصر الطيب، وفي إحدى المرات كنت على أحد الحواجز ورأى أحد أفراد الجيش المصرى ابني مريضًا، ولما قلت للضابط: «إن عنده عملية كلى» بكى، وقال لي: «ده ابنى» وساعدنا فورًا، نحن نعشق مصر، ومستعدون لتقديم أرواحنا كي تظل مصر في أمن وسلام، لأنها قلب الأمة، ومن دونها لا وجود للعرب.
وأوضح: «الآن نحن بصدد تنظيم مهرجان مركزي كبير لدعم دور مصر في غزة، أنا عندي جروب إعلامي اسمه «دليل الصحفي الفلسطيني»، هناك 137 صحفيًا فلسطينيًا، كلهم يعملون حسب التوجيهات الإعلامية التي نضعها لخدمة القضايا الوطنية وتعزيز العلاقات مع مصر».
وأشار إلى أن الوضع صعب، فتحت الإنترنت قبل ثلاث ساعات فقط لأرد على القاهرة، والآن وصلت إلى خيمتي، سلمت على زوجتي وأولادي ورأيتهم ربما ساعة أو أقل، ثم عدت إلى عملي الإغاثي والإعلامي. أصبحت حياتنا كلها بين الواجب الإنساني والظروف القاسية، لكن عندما نشعر بأننا نخدم مصر وفلسطين، نتحمل كل شىء.