بعد انتهاء قرار الحظر.. محافظ الفيوم يفتتح موسم الصيد ببحيرة قارون ويشارك الصيادين فرحتهم

شارك الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، الصيادين فرحتهم ببدء موسم الصيد ببحيرة قارون، إيذاناً بعودة الحياة إلى واحدة من أهم البحيرات المصرية بعد انتهاء قرار حظر الصيد الذي استمر لعدة أشهر. جاء ذلك خلال احتفالية شهدتها ضفاف البحيرة، بحضور الدكتور محمد التوني نائب المحافظ، والدكتورة نسرين عز الدين مستشار المحافظ لشئون الثروة السمكية، سالم فتيح رئيس مركز ومدينة يوسف الصديق، والدكتورة شيرين محمد رئيس مركز ومدينة أبشواي، والمهندس مصطفى سيد مدير عام منطقة وادي النيل للثروة السمكية بالفيوم، عادل أمين رئيس جمعية قارون للثروة السمكية.
وأعرب محافظ الفيوم عن سعادته بمشاركة الصيادين لحظة انطلاق موسم الصيد، مؤكداً أن هذا الحدث يمثل ثمرة لجهود مضنية وتعاون مثمر بين مختلف الجهات المعنية لاستعادة التوازن البيئي بالبحيرة، وعلى رأسها جهاز حماية وتنمية البحيرات، ووزارات الصحة والبيئة والري والزراعة، وشركة الفيوم لمياه الشرب والصرف الصحي، وجامعة الفيوم، وشركة إميسال للأملاح والمعادن. وأشاد المحافظ بجهود الدكتورة نسرين عز الدين وفريقها العلمي في متابعة حالة البحيرة وإجراء الدراسات العلمية المتخصصة ومكافحة طفيل الأيزوبودا، إلى جانب تزويد البحيرة بزريعة أمهات الموسى والجمبري.
وأكد الأنصاري أن بحيرة قارون بدأت بالفعل مرحلة التعافي بعد سنوات من التدهور، موضحاً أن مشروعات الصرف الصحي الجاري تنفيذها لخدمة القرى المحيطة بالبحيرة ستحدث نقلة نوعية في جودة المياه التي تصب فيها. وتشمل هذه المشروعات 8 محطات ضمن القرض الأوروبي و6 محطات لخدمة القرى المبللة، إضافة إلى 10 محطات ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، ومن المقرر دخول عدد كبير منها الخدمة خلال العام المقبل 2026 بنسبة معالجة تصل إلى 90%، على أن تكتمل المنظومة بالكامل بحلول عام 2030 لتصبح مياه البحيرة معالجة بنسبة 100%.
وأشار المحافظ إلى أن القيادة السياسية تولي اهتماماً خاصاً بحماية وتنمية البحيرات المصرية، باعتبارها كنوزاً طبيعية تسهم في دعم الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل لشباب الصيادين. وأوضح أن بحيرة قارون، رغم كونها بحيرة مغلقة، شهدت تحسناً ملحوظاً في خواصها المائية ونسبة الملوحة خلال الفترة الأخيرة، لافتاً إلى أن الجهود المبذولة لإعادة إحياء البحيرة بدأت منذ سنوات وتوجت خلال الأعوام الثلاثة الماضية بإنزال أمهات الموسى ثم زريعة الجمبري بعد متابعة دقيقة للحالة البيئية داخل البحيرة.
وعقب الاحتفالية، شهد محافظ الفيوم مزاداً لبيع الأسماك والجمبري بإحدى الحلقات على ساحل البحيرة، حيث التقى عدداً من الصيادين واستمع إلى مطالبهم ومشكلاتهم، مؤكداً أن المحافظة حريصة على حل جميع القضايا التي تمس معيشة الصيادين وتوفير بيئة عمل مستقرة لهم. وتناول الحوار بين المحافظ والصيادين أهمية الالتزام بالضوابط البيئية والتصدي لمخالفات الصيد الجائر وشباك الجر المخالفة، حفاظاً على مخزون الثروة السمكية بالبحيرات الفيومية.
وخلال اللقاء، طرح الصيادون مطالب تتعلق بزيادة كميات وأنواع الزريعة التي تُطلق في البحيرة ورفع كفاءة الخدمات المقدمة لهم، فيما أكد الأنصاري أن المحافظة بالتنسيق مع الجهات المعنية تضع خطة متكاملة لتحسين جودة الحياة المائية ببحيرة قارون وزيادة إنتاجها السمكي.
واختتم المحافظ جولته بالإعلان عن خطة لتزويد بحيرة قارون خلال شهر ديسمبر المقبل بأصناف جديدة من الأسماك والقشريات، وفي مقدمتها البلطي والموسى، بهدف تنمية الثروة السمكية والحفاظ على التنوع البيولوجي داخل البحيرة، مؤكداً أن الجهود المتواصلة لإعادة التوازن البيئي ستتواصل حتى تستعيد البحيرة مكانتها كأحد أهم مصادر الرزق لأبناء الفيوم.