ما هو تعويض الكربون الذي يساهم في الحفاظ على البيئة؟

اتخذت إحدى شركات السفر الأكثر وعيًا بالمناخ خطواتها تجاه إلغاء تعويضات الكربون كجزء من خطة عمل مناخية جديدة تبلغ قيمتها 1.13 مليون يورو سنوياً.
وقالت شركة Intrepid Travel، التي كانت خالية من الكربون منذ عام 2010 وهي شركة معتمدة من B Corp، إنها فشلت في تلبية أهداف الانبعاثات «التي لا يمكن تحقيقها» بسبب عدم وجود عمل حكومي بشأن الطاقة المتجددة والوقود المستدام للطيران.
وفي بيان مشترك، أعلن المؤسس المشارك داريل ويد والرئيس التنفيذي جيمس ثورنتون أن الشركة أوقفت الآن برنامج تعويض الكربون وشهادة المناخ النشط للتركيز على الاستثمار في إزالة الكربون بدلاً من ذلك.
وقالت الثنائي إنه في حين أن التعويضات كانت ذات يوم «تخدم غرضًا مهمًا»، فإنها لم تعد تعكس «حجم أو مدى إلحاح التحدي».
ستستثمر شركة Intrepid الآن 2 مليون دولار أسترالي كل عام في خفض الانبعاثات الفورية. وقالت الشركة: «سيشمل ذلك أشياء مثل تحويل المركبات المملوكة والمستأجرة لدينا إلى مركبات كهربائية؛ والاستثمار في الطاقة المتجددة في فنادقنا ومكاتبنا؛ وتوفير بدائل وقود منخفضة الكربون للنقل».
وستعمل شركة تنظيم الرحلات أيضًا مع أكثر من 10 آلاف مورد لتقليل الكربون من خلال الاستثمارات في الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية.
وسوف تقدم أيضًا قروضًا للموردين في دول مثل نيبال والهند حتى يتمكنوا من شراء السيارات الكهربائية الخاصة بهم وتثبيت الألواح الشمسية في أماكن الإقامة السياحية مثل الإقامة المنزلية.
وتشمل المبادرات الأخرى الاستثمار في المزيد من «المنتجات المحلية وقصيرة المدى»، مما يعني عددًا أقل من الرحلات الطويلة المدى، فضلاً عن تقديم المزيد من مسارات الرحلات الخالية من الرحلات الجوية.
وأضاف ويد وثورنتون: «لقد كان لدينا دائمًا طموح لضمان أن يساعد استكشاف العالم أيضًا في الحفاظ عليه- ولكن شركة Intrepid، وبصراحة صناعة السفر بأكملها، ليست على المسار الصحيح لتحقيق مستقبل يبلغ 1.5 درجة مئوية، ونحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات أكثر إلحاحًا إذا أردنا الاقتراب أكثر».
ما هو تعويض الكربون؟
عند حجز رحلة طيران عبر الإنترنت، غالبًا ما يُعرض عليك خيار تعويض البصمة الكربونية لرحلتك.
سيتم سؤالك عما إذا كنت ترغب في إضافة رسوم إضافية صغيرة -أحيانًا أقل من 5 يورو- إلى تكلفة الحجز الخاص بك للتعويض عن نسبة من انبعاثات رحلتك.
ومع ذلك، فقد تم انتقاد مخططات ائتمان الكربون مرارا وتكرارا من قبل العلماء ونشطاء المناخ باعتبارها غير فعالة وحتى ضارة. عند السفر بالطائرة، من الممكن حساب كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة في الغلاف الجوي.
على سبيل المثال، تطلق رحلة ذهاب فقط من مطار هيثرو في لندن إلى مطار شارل ديغول في باريس حوالي 0.32 طن من ثاني أكسيد الكربون.
عندما تختار خيار شراء أرصدة الكربون، فإن الفكرة هي تعويض الانبعاثات عن طريق تمويل مخطط من شأنه إزالة أو تخزين الكمية المعادلة من الكربون في مكان آخر، غالبًا عن طريق زراعة الأشجار.
وهم مخططات تعويض الكربون
بالنسبة للعديد من علماء المناخ، فإن المشكلة مع أرصدة الكربون هي أنها لا تفعل الكثير للحد من السفر جوا وربما تشجعه حتى إذا كان المسافرون يعتقدون أنهم يستطيعون جعل الرحلة صديقة للبيئة وتجنب ما يسمى ب «عار الطيران».
إن تعويض الكربون يلغي على الأكثر الانبعاثات التي تم إطلاقها بالفعل في الغلاف الجوي، لكنه لا يقلل منها كما يعتقد المسافرون أحيانًا عن طريق الخطأ.
وعلاوة على ذلك، وصف العلماء العديد من مخططات التعويض بأنها غير فعالة، في حين أن بعضها الآخر قد يكون له تأثير سلبي.
وتعد خطط زراعة الأشجار وحماية الغابات على وجه الخصوص موضع تساؤل، على الرغم من أن مشاريع خفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها (REDD+) تحتفظ بنحو ربع الاعتمادات في سوق الكربون الطوعية.
وخلصت دراسة أجراها باحثون من جامعة بيركلي في عام 2023 إلى أن «منهجيات REDD+ الحالية من المرجح أن تولد أرصدة تمثل جزءًا صغيرًا من فوائدها المناخية المزعومة».
وقد توصلت تحقيقات أخرى إلى أن هذه المخططات قد يكون لها آثار سلبية على الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية التي يتم إبعادها قسراً من مناطق الأرض.
يجب أن تكون خطط تعويض الكربون المشروعة قابلة للتحقق وطويلة الأمد- مع وجود استراتيجية لرعاية وصيانة الأشجار المزروعة وإثبات أنها مشاريع إضافية، أي أن الإجراءات لم تكن لتتخذ لولا ذلك.