المفوضية الأوروبية تحقق مع إسبانيا بعد فرضها عقوبات على شركات الطيران منخفضة التكلفة

قررت المفوضية الأوروبية تحريك إجراءات قانونية ضد إسبانيا بسبب العقوبات التي فرضتها على خمس شركات طيران منخفضة التكلفة.
ورحب مايكل أوليري، الرئيس التنفيذي لشركة رايان إير، بافتتاح إجراءات الاتحاد الأوروبي في مؤتمر صحفي مفاجئ عقده يوم الأربعاء. فرضت السلطات الإسبانية غرامات على شركات الطيران بعد قرارها فرض رسوم إضافية على الركاب مقابل الأمتعة اليدوية الإضافية.
وتزعم بروكسل أنه على الرغم من أن محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي قضت بأن الأمتعة يجب أن تكون مجانية من حيث المبدأ، فإن هذا الضمان يجب أن يحترم المتطلبات المعقولة المتعلقة بوزن الأمتعة وأبعادها وأمنها.
وجاء في بيان المفوضية أن الأمتعة التي تتجاوز هذه المتطلبات «المعقولة» «تخضع لحرية تحديد الأسعار». وأمام إسبانيا الآن شهران للرد على المفوضية وتقديم مبرر أو علاج مناسب لقرارها.
وقد أثر هذا الإجراء بشدة على واحدة من المبادرات السياسية الرائدة لوزير الحقوق الاجتماعية وشؤون المستهلكين الإسباني، بابلو بوستيندوي، الذي تعرض لهجوم شرس من قبل الرئيس التنفيذي لشركة رايان إير، مايكل أوليري.
وقال أوريلي في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء «هذا يضر المستهلكين الأوروبيين ولا داعي للاستماع إلى بعد الآن: لقد أكدت المفوضية أن هذه الإجراءات غير قانونية».
إسبانيا تدافع عن فرض عقوبات على شركات الطيران الاقتصادية
ووصف بوستيندوي قرار المفوضية «بوضع نفسها علنًا كمحامية للدفاع عن الشركات المتعددة الجنسيات» بأنه «مؤسف».
ويزعم الوزير أن حجج أبوستولوس تزيتزيكوستاس، المفوض الأوروبي للسياحة، تنحاز إلى شركات الطيران الاقتصادية، دون مراعاة مساهمات جمعيات المستهلكين أو الحكومة الإسبانية.
وقال السياسي المدريدي: «نحن نعلم أننا نتحرك في بيئة حيث توجد مصالح كبيرة على المحك».
وأكدت وزارته اليوم أن القضية التي تم فتحها مؤخرا لا تؤثر على العقوبات المفروضة على شركات الطيران الخمس التي تم تغريمها بالفعل، والتي يتم استئنافها حاليا في المحكمة العليا للعدل في مدريد وفي محكمة الاستئناف الوطنية.
لماذا فرضت إسبانيا غرامات على شركات الطيران منخفضة التكلفة؟
قبل 11 شهراً، فرضت الحكومة غرامات على خمس شركات طيران منخفضة التكلفة بسبب ما اعتبرته فرض رسوم إضافية غير قانونية على الركاب، إلى جانب مخالفات أخرى.
وتضمنت العقوبات فرض رسوم إضافية على الأمتعة المحمولة باليد في المقصورة، ورسوم حجز المقاعد المجاورة في حالة القاصرين والأشخاص المعالين ومرافقيهم، واستحالة الدفع نقدًا، وفرض رسوم غير متناسبة على الركاب مقابل الطباعة المادية لبطاقات الصعود إلى الطائرة.
وتنتقد هيئة شؤون المستهلك أيضًا عدم الوضوح في الأسعار المنشورة في العروض على مواقعها الإلكترونية.
تلقت شركة رايان إير أكبر غرامة، بقيمة 107 مليون يورو، أي ما يعادل 60% من إجمالي الغرامة. تلتها شركة فيولينغ بغرامة قدرها 39 مليون يورو، ثم إيزي جيت بغرامة قدرها 29 مليون يورو.
كما تم تغريم شركتي طيران أخريين، وإن كانت مبالغ أصغر بكثير: الخطوط الجوية النرويجية، بمبلغ مليون يورو، وفولوتيا، بمبلغ مليون يورو.
تستمر الحرب المالية والجدلية بين إسبانيا وريان إير
كما انتقد الرئيس التنفيذي لشركة رايان إير، أوليري، مجددًا ما اعتبره رسومًا باهظة على شركات الطيران في المطارات الإسبانية، بعد إلغاء عدة مقاعد في المطارات الإقليمية. وهدد قائلًا: «سنلغي مليون مقعد آخر لموسم الصيف».
وفي بيان لاذع صدر في سبتمبر، نددت شركة «آينا» العامة التي تدير مرافق المطارات الإسبانية بهجمات أوريلي، مدعية أن «ريان إير» تنتهج استراتيجية المضايقة والهدم ليس فقط في إسبانيا، بل أيضا في تلك البلدان الأوروبية التي تريد الحصول على المزيد من هوامش الربح فيها.
اقترحت شركة آينا زيادة قدرها 0.68 يورو على رسوم المطار بحلول عام 2026. قرار السفر بالطائرة لا يعتمد على زيادة سعر التذكرة بمقدار 68 سنتًا، لكن رايان إير تُصرّ مرارًا وتكرارًا على عكس ذلك، مع رفع أسعارها بمعدل 21% خلال العام الماضي.