معركة على مصير الأسرى.. تحذيرات شعبية وتهديدات سياسية تضرب إسرائيل

يضرب المشهد السياسي الإسرائيلي حالة من الغليان وتصاعدًا حادًا في التوترات، في أعقاب تبني الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لرد حركة المقاومة حماس، على خطته بإنهاء العدوان على غزة، حيث يتمسك بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال باستمرار عدوانه على القطاع خوفا من المسائلة، وسط ضغط واشنطن وعائلات الأسرى من جهة، وتهديدات شركائه الوزيرين إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش الذين لوحوا بالانسحاب من الحكومة إذا لم يتم «القضاء على حماس بالكامل» من ناحية أخرى.
في المقابل، صعدت عائلات الأسرى من خطابها، موجهة تحذيرات مباشرة إلى نتنياهو والوزيرين المتطرفين من محاولة «تخريب» الصفقة وإضاعة فرصة نادرة لإعادة المحتجزين، محملة نتنياهو المسؤولية الكاملة عن مصير أبنائها، مطلقة تحذيرات شديدة ب«خلق جدار نار شعبي» ضد أي محاولة لإفشال الاتفاق.
ووفقا للإعلام العبري، استدعى نتنياهو فور انتهاء عطلة السبت وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى اجتماع عاجل في مكتبه.
سموتريتش مهاجما نتنياهو: خطأ فادح
قبل استدعاء نتنياهو، هاجم سموتريتش مساء اليوم قرار نتنياهو بوقف الهجوم في غزة وإدارة مفاوضات ليست تحت خط النار، «خطأ فادح ووصفة أكيدة لإضاعة الوقت من قبل حماس وتآكل متزايد للموقف الإسرائيلي»، زاعما أن القرار يقوض فرص إطلاق سراح المحتجزين دفعة واحدة خلال 72 ساعة، كما يهدد الهدف المركزي للحرب وهو القضاء على حماس ونزع السلاح الكامل لغزة.
بن غفير يهدد بالانسحاب
من جانبه، لوّح إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي بالانسحاب من الحكومة، لكنه قيد التهديد بشرط، قائلًا: «إذا بقيت حماس قائمة بعد إطلاق سراح جميع المحتجزين، فلن نكون جزءًا من هذه الحكومة. لن نكون جزءًا من هزيمة وطنية ستكون وصمة عار أبدية، وستتحول إلى قنبلة موقوتة للمجزرة القادمة».
وأوضح بن غفير أن هدف الحرب الأساسي هو «تدمير حماس وإزالتها»، مؤكدًا أن حزبه «قوة يهودية» أبلغ نتنياهو بوضوح: «لن نقبل بأي حال من الأحوال سيناريو يتمكن فيه هذا التنظيم (حماس) من إعادة بناء نفسه».
وعلى الجانب الآخر، تزامنت التطورات السياسية مع احتشاد الآلاف في «ميدان الرهائن» في تل أبيب، حيث صعدت عائلات الأسرى من ضغطها على نتنياهو محملة إياه المسؤولية الكاملة عن نجاح الصفقة أو فشلها.
وفي تصريح حاد اللهجة، قالت عيناف تسينجاوكر، والدة الأسير متان، إنها «لم تكن قط قريبة من استعادة متان وجميع المحتجزين مثل الآن»، لكنها أردفت في اتهام مباشر لحكومتها:«أعلم أنه كلما اقتربنا من ذلك، سيفعل بن غفير وسموتريتش ونتنياهو كل شيء لتخريب فرصتي في معانقة متان».
ودعت تسينجاوكر الجمهور إلى «الوقوف ضد المخربين المحترفين»، مؤكدة أن «الإسرائيليين سيتحدون معنا في مواجهة محاولات الإحباط، وسنصنع جدار نار لا يمكنهم اختراقه».
رسالة ل نتنياهو «الشعب يريد هذه الصفقة لا تفجر الأمل»
وجهت تسينجاوكر نداءً مباشراً وقاسياً لنتنياهو بالقول: «شعب إسرائيل يريد هذه الصفقة، لا تسلب منا الهواء. لا تفجر الأمل في إعادة المحتجزين إلى الوطن. بالنسبة لك قد يكونون مجرد رهائن، لكن بالنسبة لي هو طفلي، وحياتي. مصير كل شيء سيتحدد بقرار رجل واحد نتنياهو! أعدهم جميعاً – الآن».
كما عبّر إيتسيك هورن، والد المحتجز إيتان، عن فقدان الثقة بقيادة نتنياهو:«كلنا نتطلع بأمل إلى القائد الأمريكي، لقد فقدنا الأمل في نتنياهو»، فيما شددت العائلات والمحتجزون السابقون في بياناتهم على أن: «الاختبار الآن هو اختبار التنفيذ، مسؤوليتنا، نحن شعب إسرائيل، هي ضمان التطبيق السريع والكامل للاتفاق، ليس لدى محتجزينا المزيد من الوقت، ولن نرتاح ولن نسكت حتى عودة آخر محتجز».
إلى ذلك، ارتفعت حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 67.074 شهيدا و169.430 مصابا، منذ 7 أكتوبر عام 2023.