بعد فشل تبني قانون الإنفاق المؤقت.. الحكومة الأمريكية تغلق أبوابها خلال ساعات

يواجه الكونجرس الأمريكي أزمة سياسية حادة على خلفية ملفي الإنفاق الحكومي والرعاية الصحية، ما يهدد بإغلاق الحكومة لأول مرة منذ 7 سنوات.
ومع اقتراب موعد بدء العام المالي الجديد غدًا الأربعاء، لم يتمكن الديمقراطيون والجمهوريون من التوصل إلى اتفاق يسمح بتمرير الميزانية المؤقتة، ما يزيد المخاوف بين الموظفين الحكوميين بشأن تأخير الرواتب أو فقدان وظائفهم.
لماذا قد تغلق الحكومة الأمريكية أبوابها؟
وفق«بي بي سي» البريطانية، فإن أي إغلاق سيكون نتيجة لعدم قدرة الحزبين(الجمهوري- الديمقراطي) على الاتفاق وتمرير مشروع قانون لتمويل الخدمات الحكومية حتى أكتوبر وما بعده، حيث يسيطر الجمهوريون على مجلسي الكونجرس، ولكن في مجلس الشيوخ أو المجلس الأعلى لا يزال أمامهم ما يكفي من الأصوات الستين التي يحتاجون إليها لإقرار مشروع قانون الإنفاق.
لذا، يتمتع الديمقراطيون ببعض النفوذ في هذه القضية، فهم يرفضون دعم مشروع قانون قدمه الجمهوريون، زاعمين أنه سيُصعّب على الأمريكيين تحمل تكاليف الرعاية الصحية، وقد جعلوا من هذه المواجهة محورًا رئيسيًا لتحقيق أهدافهم في مجال الرعاية الصحية.
ويطالبون بتمديد الإعفاءات الضريبية التي تُخفض تكلفة التأمين الصحي لملايين الأمريكيين- والتي من المقرر انتهاء صلاحيتها- وبإلغاء التخفيضات التي أجراها ترامب على برنامج الرعاية الطبية (ميديكيد)، كما يعارضون تخفيضات الإنفاق على مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) والمعاهد الوطنية للصحة (NIH).
وكان مجلس النواب قد أقر في وقت سابق مشروع قانون مؤقت، لكنه لم يحصل على موافقة مجلس الشيوخ بعد.
متى سيحدث الإغلاق؟
ومن المتوقع أن تغلق الحكومة رسميا في تمام الساعة 00:01 صباح الأربعاء إذا لم يصادق مجلس الشيوخ على مشروع القانون الذي أقره مجلس النواب لتمديد التمويل لمدة 7 أسابيع، وهو الإجراء المؤقت الذي يمنح النواب فرصة لاستكمال مناقشة ميزانية العام الجديد بحسب «بي بي سي».
ويتمسك الديمقراطيون في مجلس الشيوخ بعدم التصويت على القانون ما لم يوافق الجمهوريون على تمديد برنامج الرعاية الصحية وتلبية مطالب أخرى، بينما يرفض الرئيس دونالد ترامب والحزب الجمهوري أي مفاوضات إضافية، معتبرين أن مشروع القانون مبسط وخال من نقاط خلاف.
وقال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، عقب لقائه مع ترامب في البيت الأبيض: «الآن الكرة في ملعب الرئيس، بإمكانه تفادي إغلاق الحكومة إذا أقنع قادة الحزب الجمهوري بالموافقة على مطالبنا».
الحكومة على شفير أزمة الإغلاق
من جانبه، حذر نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس الذي حضر الاجتماع، من أن البلاد على شفير أزمة إغلاق، مضيفًا أن «الديمقراطيين لن يتصرفوا بحكمة».
ويحتاج الجمهوريون، أصحاب الأغلبية في مجلس الشيوخ إلى تأمين 8 أصوات من الديمقراطيين لإنهاء النقاشات الطويلة وإقرار القانون بأغلبية 60 صوتا، في ظل معارضة السيناتور الجمهوري راند بول من ولاية كنتاكي لمشروع القانون.
ويعد الجمود بين الحزبين حول مسائل الإنفاق أمرًا متكررًا في واشنطن، لكن الأزمة الحالية تمثل فرصة نادرة للديمقراطيين لاستغلال نفوذهم لتحقيق أهداف سياسية، بينما يترقب ناخبوهم نتائج المواجهة مع الرئيس ترامب.