ماذا يعني اعتراف استراليا وكندا وبريطانيا بدولة فلسطين؟ وما الفرق الذي سيحدثه؟

أعلنت أستراليا وكندا وبريطانيا، اليوم الأحد، رسميا الاعتراف بدولة فلسطين، وفي انتظار اعتراف فرنسا ودول أخرى بالاعتراف بها في الأيام المقبلة.
من جانبه، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أن قرارات الأعتراف بفلسطين سوف تكافئ «إرهاب حماس الوحشي» كما أعربت الولايات المتحدة عن معارضتها الشديدة لهذه الخطوة.
ماذا يعني الاعتراف، وما الفرق الذي سيحدثه؟
فلسطين دولة موجودة وغير موجودة، وذلك بسبب النزاع الفلسطيني الإسرائيلي طويل الأمد، الذي لم يجعل للفلسطينيين حدود متفق عليها دوليًا، ولا عاصمة، ولا جيش، بحسب «BBC».
وبسبب الاحتلال العسكري الإسرائيلي للضفة الغربية، فإن السلطة الفلسطينية، التي أُنشئت عقب اتفاقيات السلام في التسعينيات، لا تملك سيطرة كاملة على أرضها أو شعبها، نظرًا لمكانتها كشبه دولة، فإن الاعتراف بها رمزيٌّ لا محالة، سيمثل بيانًا أخلاقياً وسياسياً قوياً، لكنه لن يُحدث تغييراً يُذكر على أرض الواقع.
لكن الرمزية قوية، وكما أشار وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد لامي في خطابه بالأمم المتحدة قائلًا: «تتحمل بريطانيا مسؤولية خاصة لدعم حل الدولتين»، ثم استشهد بإعلان بلفور لعام 1917 الذي وقعه سلفه وزير الخارجية آرثر بلفور والذي عبر لأول مرة عن دعم بريطانيا «لإقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين».
ولكن هذا الإعلان، كما قال لامي، جاء مع وعد رسمي «بأنه لن يتم القيام بأي شيء من شأنه أن يضر بالحقوق المدنية والدينية للمجتمعات غير اليهودية الموجودة في فلسطين».
وقد أشار أنصار إسرائيل إلى أن اللورد بلفور لم يشر صراحة إلى الفلسطينيين ولم يقل أي شيء عن حقوقهم الوطنية، ولكن المنطقة المعروفة سابقا باسم فلسطين، والتي حكمتها بريطانيا من خلال انتداب عصبة الأمم من عام 1922 إلى عام 1948، ظلت لفترة طويلة تعتبر قضية دولية غير مكتملة.
نشأت إسرائيل في عام 1948، لكن الجهود الرامية إلى إنشاء دولة فلسطينية موازية فشلت، وذلك لأسباب متعددة.
وكما قال لامي فإن السياسيين «أصبحوا معتادين على ترديد عبارة»حل الدولتين«.
تشير هذه العبارة إلى إنشاء دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، على غرار ما كانت عليه قبل الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، مع القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ تلك الحرب عاصمة لها.
ولكن الجهود الدولية لتحقيق حل الدولتين لم تسفر عن شيء، كما أدى استعمار إسرائيل لأجزاء كبيرة من الضفة الغربية، وهو ما يعتبر غير قانوني بموجب القانون الدولي، إلى تحويل هذا المفهوم إلى شعار فارغ إلى حد كبير.
من يعترف بفلسطين كدولة؟
تحظى فلسطين حاليا باعتراف حوالي 75% من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة، في الأمم المتحدة، تتمتع بوضع «دولة مراقبة دائمة»، مما يسمح لها بالمشاركة ولكن لا تتمتع بحقوق التصويت.
وبفضل الاعتراف البريطاني والفرنسي، سوف تحظى فلسطين قريباً بدعم أربعة من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
واعترفت كل من الصين وروسيا بفلسطين في عام 1988، وهذا من شأنه أن يترك الولايات المتحدة، حليف إسرائيل الأقوى بلا منازع، في أقلية مكونة من طرف واحد.
واعترفت واشنطن بالسلطة الفلسطينية التي يرأسها حاليا محمود عباس منذ تأسيسها في منتصف تسعينيات القرن العشرين، كما أعرب العديد من الرؤساء عن دعمهم لقيام دولة فلسطينية في نهاية المطاف، لكن دونالد ترامب ليس واحدًا منهم. ففي ظل إدارتيه، مالَت السياسة الأمريكية بشدة لصالح إسرائيل.