"وعد من لا يملك لمن لا يستحق".. هكذا يوصف وعد بلفور الذى أطلق على الرسالة التي بعثها وزير الخارجية البريطاني الأسبق آرثر جيمس بلفور، في 2 نوفمبر عام 1917 أى قبل مائة عام، إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد، يشير فيها إلى أن حكومته ستبذل غاية جهدها لإنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين. مغردون على موقع تويتر حول العالم ينشرون صور للأراضي الفلسطينية قبل وبعد الاحتلال هذا الوعد المشئوم نتج عنه احتلال كامل أرض فلسطين، ووجود 6 ملايين لاجىء فلسطيني مسجلين لدى منظمة غوث اللاجئين "الأونروا" يحلمون بالعودة الى أرضهم، حيث كانت الأونروا التابعة للأمم المتحدة تعمل على الاستجابة لاحتياجات ما يقارب من 750,000 لاجئ فلسطيني، واليوم، فإن ما يقارب من 6 ملايين لاجئ فلسطيني يستحقون التمتع بخدمات الأونرو بسبب هذا الوعد غير القانونى فى إصداره واللاأخلاقى فى فعله، والمناف لحقوق الإنسان ولكافة الشرائع. واليوم تحل ذكرى إعلان وعد بلفور المائة، وإسرائيل مستمرة فى ارتكاب جرائمها الوحشية والعنصرية ضد الشعب الفلسطينى الأعزل، وسط مطالبات فلسطينية رسمية وشعبية لبريطانيا بالاعتذار عن هذا الوعد، الذي مهّد لإقامة إسرائيل على أرض فلسطين التاريخية، كما يطالبونها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. وفى هذا اليوم التاريخى، رصدت "بوابة الأهرام" جانبا من المطالب الفلسطينية ورؤيتها للوضع الراهن إزاء استمرار دعم بريطانيا وعدد من دول القوى العظمى للكيان الصهيونى، وإمكانية تحقيق الحلم الفلسطينى بوجود دولة مستقلة قوية. مائة عام على وعد بلفور الدكتور جهاد الحرازين، القيادى بحركة فتح بالقاهرة وأستاذ القانون العام والعلوم السياسية، وصف إعلان بريطانيا الاحتفال بمرور 100 عام على وعد بلفور ب"وصمة العار" فى وجه الحكومة البريطانية، لافتًا إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الأخيرة بهذا الشأن تعد ضربة لكل الجهود الدولية لتحقيق السلم والأمن الدوليين. وأضاف حرازين ل"بوابة الأهرام" أن الشعب الفلسطينى لازال متمسكا بكافة حقوقه، ولن تنجح إسرائيل فى إثنائه عن استمرار النضال والكفاح ضد الاحتلال والعنصرية حتى الوصول إلى التحرير. مائة عام على وعد بلفور وشدد القيادى بحركة فتح على ضرورة أن تقوم بريطانيا بالتكفير عن جريمتها بتوقيع وعد بلفور حتى بعد مرور 100 عام عليه، بأن تعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وتساهم فى بناء مؤسساتها المستقلة، والاتفاق مع المجتمع الدولى على أن يكون هناك موقف دولي موحد، وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية ضد حكومة الاحتلال الإسرائيلى. وأوضح حرازين أن هذا الاعتذار سيكون إعادة اعتبارية لفلسطين وفى إطار تقديم الحق المعنوي لفلسطين والفلسطينيين بشأن هذه الجريمة، ليؤكد أن الشعب هو صاحب الحق وليس العكس، خاصة وأن بريطانيا تجاوزت كل الصلاحيات المعطاة لها من خلال خلق كيان استعماري صهيونى مازال يرتكب جرائمًا وممارسات يجرمها القانون الدولي والإنساني، مشددا على أن جريمة وعد بلفور ارتكبت بحق شعوب العالم أجمع وبحق السلام والأمن. مظاهرات منددة بوعد بلفور في ذكراه المائة بالضفة الغربية وكانت بريطانيا قد أعلنت تنظيم احتفالية بالذكرى المئوية لوعد بلفور يوم 4 نوفمبر الجاري وتوجيه الدعوة لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى للمشاركة، على الرغم من وجود رفض سياسي وحزبية وشعبية وأعضاء بمجلس العموم. فيما قالت عبلة الدجانى، رئيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بالقاهرة ردًا على تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى بأن وعد بلفور لم يكتمل، يعد بمثابة اعتراف بأن الجزء المتبقى من فلسطين بعيدًا عن الاحتلال الصهيونى من حق الفلسطينيين، على الرغم من مخالفة ذلك الوعد وتبعاته لقرار الجمعية العامة التابعة لهيئة الأممالمتحدة رقم 181 والذي أُصدر بتاريخ 29 نوفمبر 1947، ويتبنّى خطة تقسيم فلسطين القاضية بإنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وتقسيم أراضيها. مظاهرات منددة بوعد بلفور في ذكراه المائة حول العالم وأضافت فى تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام" أنها مقتنعة بأن وعد بلفور اكتمل باختلاق بريطانيا لدولة إسرائيل، مشيرة إلى أنه فى ذلك الوقت لم تكن تتجاوز نسبة اليهود هناك 5% ولكنهم استطاعوا إنشاء كافة مؤسسات دولتهم بعد فتح باب الهجرة لإسرائيل من كل دول العالم وتمليكهم للأراضى الفلسطينيةالمحتلة، ومن هنا بدأت إسرائيل فى تنفيذ مذابحها بحق الفلسطينيين بهدف تطفيشهم وتهجيرهم خارج فلسطين. وفى السياق، بدأ الفلسطينيون استعداداتهم للتنديد بذكرى مرور مائة عام على وعد بلفور من خلال تظاهرات واعتصامات تبلغ ذروتها فى بريطانيا فى الرابع من نوفمبر المقبل. مظاهرات منددة بوعد بلفور في ذكراه المائة حول العالم كما تشهد المدن الفلسطينية تظاهرات ومسيرات منددة بوعد بلفور تبدأ من اليوم الخميس وتستمر لسبعة أيام، وعقد مسئولون فى منظمة التحرير الفلسطينية اجتماعا مع قناصل وسفراء دول أجنبية بينهم القنصل البريطاني فى القدس للحديث عن تأثير وعد بلفور على الحالة الفلسطينية. وكان مستشار الرئيس الفلسطينى محمود عباس، للشئون الدولية نبيل شعث، قد أوضح أن هدف هذه النشاطات التركيز على مطالبة بريطانيا بالاعتذار عن منح هذا الوعد "بإقامة دولة لليهود على أرضنا وتعويض الفلسطينيين والاعتراف بالدولة الفلسطينية على 22% من الأراضى الفلسطينية المتبقية، وإلغاء الاحتفالات التى تقام فى بريطانيا تخليدا لهذا الوعد. وزير خارجية بريطانيا الأسبق آرثر جيمس بلفور وأوضح أنه رغم مرور مائة عام على هذا الوعد، يدرس الفلسطينيون بشكل جدى اللجوء إلى المحاكم البريطانية أو الدولية ضد إصدار هذا الإعلان. مغردون على موقع تويتر حول العالم ينشرون صور للأراضي الفلسطينية قبل وبعد الاحتلال