بلا مقاومة ولا اشتباك.. بق الفراش يحاصر جنود الاحتلال في غزة ويمنعهم من النوم

يتعرض المئات من جنود الاحتلال الإسرائيلي المنتشرين في قطاع غزة، لا سيما في المواقع العسكرية التي أقاموها داخل منازل مدمرة، لتفشٍ حاد لحشرة بق الفراش، ما تسبب في حالات تهيج جلدي وحكة مزعجة، تزداد سوءًا خلال الليل.
معظم الجنود من لواءي «جولاني» و«كفير»، بالإضافة إلى وحدات احتياط، يشتكون من أن تلك المواقع التي استولوا عليها أصبحت بيئة موبوءة لا تصلح للبقاء البشري، وسط تراكم الفضلات وأشلاء الموتى داخل الأبنية المدمرة التي تحوّلت إلى ثكنات مؤقتة.
احتلال منازل الغزيين وتحويلها إلى مكبات قذرة
وفقاً لمصادر إعلامية عبرية، تتمركز قوات الاحتلال في وسط وجنوب القطاع، خاصة في المناطق المحيطة بخان يونس، داخل أبنية سكنية فلسطينية مدمرة، تم الاستيلاء عليها بهدف استخدامها كورقة ضغط في صفقات تبادل الأسرى، منعًا لاستخدامها في إخفاء الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية، حماس.
لكن هذه المواقع التي أطلق عليها الاحتلال اسم «المدافعين»، تعاني من انعدام أبسط مقومات النظافة، حيث يعيش الجنود وسط أكوام من القمامة ومخلفاتهم على بُعد أمتار قليلة من أماكن نومهم، ما حول هذه الأبنية إلى بؤر للآفات والأمراض.
شكاوى جنود الاحتلال
أحد الضباط المنتمين للوحدات الاحتياطية وصف الحالة قائلاً: إن الجنود ينامون على الأرض فوق فرش ملوثة، بينما ينشط بق الفراش ليلاً وينهش أجسادهم بلا رحمة، مشيرًا في حديثه لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أنه من حصلوا على أسرّة لم يسلموا من العدوى، لأن الحشرات تهاجم عبر الملابس وأكياس النوم، ومع غياب دورات المياه، يُضطر الجنود لاستخدام المناديل الورقية، وسط أجواء خانقة وملابس متعرقة، في ظل بقاء دائم في حالة استنفار.
وكشف جندي سابق عن أن ابنه كان يخفي آثار عضّات الحشرات عن عائلته، حتى اكتشفوها بالصدفة في أثناء إجازة قصيرة، وتحدث عن وعود سابقة بأن الاحتلال لتلك المواقع سيكون مؤقتًا لبضعة أسابيع في سياق عمليات تتعلق بالأسرى، لكن الواقع أن الجنود ما زالوا هناك منذ شهر مايو الماضي، في ظروف توصف بالمهينة، وسط تحذيرات من تفشي أمراض قد تنقلها الكلاب والقطط الضالة التي تتجول بين الثكنات.
الاحتلال ينشئ «مواقع فاخرة» خارج مناطق الاشتباك
في تناقض صارخ مع تلك الظروف، أقام جيش الاحتلال في مناطق حدودية مع غزة مواقع عسكرية جديدة مزوّدة بخيام حديثة، وحاويات سكنية مكيفة، ومطابخ، ومراكز قيادة ومراقبة، بل وحتى معابد صغيرة للجنود.
بُنيت هذه القواعد العملياتية الأمامية، كما يصفها الاحتلال، على امتداد محور نتساريم شمال غزة، وصولاً إلى محور فيلادلفيا المحاذي للحدود مع سيناء، ورُصدت لها ميزانيات ضخمة بملايين الدولارات، رغم أنها بعيدة عن مناطق المواجهة الفعلية.
الانسحاب مؤجل والمفاوضات متعثرة
كان من المقرر أن تنسحب قوات الاحتلال من هذه المواقع، لا سيما في خان يونس، ضمن خطة متعلقة بصفقة محتملة لتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية، غير أن تعثر المفاوضات أدى إلى استمرار تمركز جنود الاحتلال في مناطق مدمرة ومليئة بالحشرات والقمامة.
من جانبه، نفى المتحدث باسم جيش الاحتلال وجود حالات إصابة واسعة ببق الفراش، مؤكدًا أن وحدات متخصصة قامت بفحص المواقع دون العثور على دليل واضح، مشيرا إلى أنه تم تنفيذ حملات وقائية لمكافحة الآفات ومنع تفاقم المشكلة.