تجمع مائي مجهول ب«صحراء المنيا».. والمحافظة تُحذِّر المواطنين من الاقتراب

حذّرت محافظة المنيا، أمس، من استخدام تجمع مائى مجهول «يشبه البحيرة»، والذى ظهر بشكل مفاجئ فى الظهير الصحراوى الغربى للمحافظة، وذلك لعدم صلاحية المياه للاستخدام الآدمى والحيوانى والزراعى.
وكان أهالى قرية «البهنسا»، التابعة لمركز بنى مزار، فوجئوا بظهور تجمع مائى كبير «يشبه البحيرة»، على مساحة 10 أفدنة وبعمق يتعدى 10 أمتار، داخل الظهير الصحراوى الغربى على بعد 15 كيلومترًا من طريق الصعيد السريع، ولجأ عدد كبير منهم إلى الاستحمام فى مياهه، هربًا من درجات الحرارة المرتفعة، إلا أنهم سرعان ما تراجعوا خوفًا منه عقب غرق عامل فيه رغم أنها مياه راكدة، وأطلقوا عليه «بحيرة الموت».
«المصرى اليوم» انتقلت إلى موقع البحيرة، والتى ظهرت على شكل «حوض مياه» كبير مترامى الأطراف، وبجوانبه حارات مائية متعددة، ورغم أن المنطقة نائية وخالية من السكان، لكن يتوافد عليها العديد من المزارعين فى أثناء توجههم للأراضى المستصلحة بالظهير الصحراوى.
وقال الحاج أحمد محسب، أحد المزارعين بالمنطقة: «التجمع المائى ظهر بموقع محجر الرمال بعمق يتجاوز 10 أمتار، والمنطقة التى ظهر بها منخفضة عن الأراضى المحيطة، ما سهل تجمع المياه فى مكان واحد، وظلت حبيسة به مع عدم تسربها للأراضى المجاورة»، لافتًا إلى أنه من المحتمل أن تكون معدات الاستصلاح وتمهيد الأراضى تسببت فى كسر حجر مياه جوفية، الأمر الذى أدّى إلى ظهور التجمع المائى الكبير.
وأضاف: «المنطقة من مناطق الأراضى المالحة، التى يطلق عليها وادى المويلح، ومعظم المزارعين يروون أراضيهم من مياه سطحية غير مالحة دون حفر الآبار الجوفية، لأن مياهها مالحة».
وكشفت الحاجة علية على محمود، 32 سنة، عاملة بالأرض الزراعية، أن التجمع المائى ظهر صغيرًا منذ عدة أشهر، لكنه تطور وتمدد على مساحة أكبر حتى أصبح على شكل بحيرة، فيما أشار عدد من المزارعين إلى وجود تجمعات مائية أخرى بنفس المنطقة، لكنها على مسافات متباعدة، ما يرجّح وجود تسريب للمياه الجوفية من داخل الصحراء الغربية، مؤكدين أن هذا التسريب من المياه، الذى ظهر فى أكثر من مكان، يهدد الأراضى الزراعية بالمنطقة كلها، إذ إن ملوحة المياه شديدة، وإذا تسربت للأراضى ستتسبب فى موت الزرع.
وطالب الحاج محمد مسعود، مزارع، بضرورة إقامة مشروعات للصرف الزراعى بالمنطقة لحماية الأراضى المنخفضة فى الظهير الصحراوى الغربى، لاسيما أن تلك المياه تهدد مساحات كبيرة بالتلف والبوار، موضحًا أن التوسّع فى استصلاح الأراضى وزراعة المحاصيل بالصحراء الغربية يحتاج لمزيد من الرقابة والرعاية من وزارتى الرى والزراعة.
من جهته، أكد اللواء عماد كدوانى، محافظ المنيا، قيام مركز المعلومات واتخاذ القرار برصد تقارير تكشف عن تجمع مائى فى منطقة صحراوية بنطاق مركز بنى مزار، وما تبع ذلك من فحوصات وتحاليل لعينات المياه بمعرفة الجهات المخصة، كشف أن هذه المياه نتيجة تسريبات جيولوجية طبيعية، وتحتوى على نسبة ملوحة مرتفعة جدًا، ما يجعلها غير صالحة للاستخدام الآدمى أو الحيوانى أو الزراعى.
وكشف محافظ المنيا، فى بيان، أن الموقف يخضع للمتابعة المستمرة بالتنسيق مع الجهات المعنية، محذرًا من الاقتراب من تلك التجمعات أو استخدام هذه المياه بأى صورة، حرصًا على سلامة المواطنين.