أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى موقف مصر الثابت والرافض بشكل قاطع لأى سيناريو يستهدف تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم تحت أى ذريعة، لما يمثله ذلك من محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، ووأد حل الدولتين، وتوسيع رقعة الصراع، وتهديد منظومة السلام فى الشرق الأوسط، مجددًا إدانة مصر ورفضها التام لمحاولات فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية. وقال الرئيس، خلال مشاركته فى القمة الاستثنائية لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء فى تجمع بريكس، عبر الوسائل الافتراضية: «لقد دأبت إسرائيل منذ ما يقرب من عامين على ممارسة أبشع صور القتل والترويع، مستخدمة التجويع والحرمان من الخدمات الصحية، كسلاح ضد المدنيين، ما أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، بلغت حد إعلان الأممالمتحدة حالة المجاعة فى غزة، ولم تكتفِ إسرائيل بذلك، بل مضت فى توسيع عملياتها العسكرية، إمعانًا فى تدمير مقومات الحياة لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أرضهم». وأشار إلى أن «مصر بذلت، ولاتزال، جهودًا مضنية للتوصل لوقف فورى لإطلاق النار، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، تمهيدًا لبدء ترتيبات اليوم التالى لإدارة القطاع وإعادة إعماره، وأعدت خطة شاملة للتعافى المبكر وإعادة إعمار غزة، حظيت باعتماد عربى وإسلامى، وتأييد واسع من الشركاء الدوليين». إلى ذلك، أكد الرئيس، أهمية الوساطة التى تضطلع بها مصر والولايات المتحدة وقطر، بهدف التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار، فى قطاع غزة، وضمان الإفراج عن الرهائن والأسرى، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وشدد الرئيس، خلال استقباله، أمس بقصر الاتحادية، الفريق أول براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية، فى حضور الفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، على استمرار مصر فى بذل جهودها المكثفة لتحقيق التهدئة وخفض التوتر بشكل مستدام، تمهيدًا لإحياء العملية السياسية، وصولًا إلى سلام دائم وعادل فى الشرق الأوسط. من جانبه، نقل قائد القيادة المركزية الأمريكية، تحيات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى الرئيس، وهو ما ثمّنه السيسى، مشيدًا بعمق العلاقات التاريخية بين البلدين. وقال السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمى، باسم رئاسة الجمهورية، إن اللقاء شهد تأكيدًا على الطابع الاستراتيجى للعلاقات المصرية الأمريكية، حيث أشار الرئيس إلى أهمية مناورات «النجم الساطع 2025» باعتبارها امتدادًا للتعاون الأمنى والدفاعى الوثيق بين البلدين. كما تناول اللقاء سبل تعزيز الشراكة الثنائية وتطويرها فى مختلف المجالات، بما يخدم مصالح الشعبين المصرى والأمريكى، إلى جانب دعم التنسيق المشترك فى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل. شهد اللقاء توافقًا حول ضرورة استمرار التنسيق الوثيق بين مصر والولايات المتحدة، بهدف احتواء التصعيد فى منطقة الشرق الأوسط، وتعزيز جهود الحفاظ على الأمن والسلم والاستقرار، لا سيّما فى ظل التحديات الأمنية الراهنة. كما تطرق اللقاء أيضًا إلى مستجدات الأوضاع فى عدد من دول المنطقة، حيث تم التأكيد على أهمية مواصلة التعاون والتنسيق بين مصر والولايات المتحدة، من أجل احتواء التصعيد الإقليمى، ودعم الحلول السياسية الفاعلة والمستدامة للأزمات القائمة، بما يسهم فى تحقيق التنمية والازدهار لشعوب المنطقة.