«فنزويلا تنشر زوارق إيرانية استعدادًا للحرب ضد أمريكا».. ما حقيقة الفيديو المتداول؟

تداول عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي «إكس»، مقطع فيديو ادعى ناشروه أن فنزويلا نشرت زوارق إيرانية الصنع مجهزة بصواريخ كروز مضادة للسفن من طراز CM-90 وزوارق هجومية من نوع ذو الفقار استعدادًا للحرب ضد أمريكا.
وجاءت إحدى التعليقات المصاحبة للفيديو كالآتي: «نشرت فنزويلا زوارق هجومية جديدة إيرانية الصنع، مسلحة بصواريخ كروز مضادة للسفن من طراز CM-90- وهي مصممة لضرب السفن الحربية الأكبر حجمًا».
رصد فريق «تدقيق المعلومات» في «المصري اليوم» 6 حسابات تداولت الفيديو عبر «إكس»، إذ بلغ حجم التفاعل عليه أكثر من 189 ألف مشاهدةً، و4052 إعجابًا، و693 مشاركةً، و101 تعليقاً.
حقيقة الفيديو المتداول
تحقق قسم «تدقيق المعلومات» من الفيديو المتداول، وتبين أنه قديم ومضلل.
فمن خلال البحث العكسي عنه، اتضح أنه يعود إلى يوم 31 ديسمبر 2023، لنشر القوات المسلحة الفنزويلية حينها زوارق هجومية سريعة من طراز ذو الفقار المصنوعة في إيران، لاعتراض سفينة حربية تابعة للبحرية البريطانية.
وأشارت تقارير إعلامية دولية حينها، بأن هذه الخطوة جاءت ردّاً على قرار بريطانيا إرسال سفينة حربية لدعم جارتها دولة غيانا.
فيما أفادت التقارير أن الرئيس الفنزويلي أطلق في 28 ديسمبر 2023 مناورات عسكرية قرب الحدود مع غيانا، رداً على وصول سفينة بريطانية إلى غيانا، وذلك عقب أسابيع من التوتر بين البلدين حول إقليم إيسيكويبو الغني بالنفط والموارد الطبيعية. ويُعد هذا الإقليم، الذي تطالب به فنزويلا منذ عقود، جزءاً من أراضي غيانا بمساحة تقارب 160 ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل نحو ثلثي مساحتها الكلية، ويقطنه حوالي خمس سكانها.
وازدادت حدة الأزمة بعد أن أجرت فنزويلا في 3 ديسمبر 2023 استفتاءً مثيراً للجدل، طرحت فيه على الشعب سؤالاً حول أحقيتها في إقليم إيسيكويبو، وفي أعقاب ذلك، أصدر الرئيس نيكولاس مادورو أوامره لشركة النفط الوطنية بمنح تراخيص تتيح لفنزويلا استغلال موارد الإقليم المتنازع عليه.
فنزويلا تهدد بالكفاح المسلح إذا تعرضت لهجوم أمريكي
قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، يوم الجمعة 6 سبتمبر 2025، في تصريحات بثتها شبكة «في تي في» الحكومية، إن كاراكاس مستعدة للتحول من «مرحلة سياسية» إلى «مرحلة كفاح مسلح» في حال تعرضها لهجوم أمريكي، وسط تصاعد التوترات بين البلدين.
وأضاف مادورو: «نحن حاليا في مرحلة سياسية لكن إذا تعرضت فنزويلا لهجوم بأي شكل من الأشكال، سندخل مرحلة كفاح مسلح».
وتابع: «يجب على حكومة الولايات المتحدة التخلي عن خطتها لتغيير النظام بالعنف في فنزويلا وفي جميع أنحاء أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي»، داعيا واشنطن إلى احترام «السيادة والحق في السلام والاستقلال» لدول هذه المناطق.
قبل عدة أيام أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية النار على سفينة زعمت أنها تستخدم لتهريب المخدرات من فنزويلا في منطقة البحر الكاريبي، مما أسفر عن وفاة 11 شخصا.
ووفقا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استهدف الهجوم عصابة المخدرات الفنزويلية «ترين دي أراجوا»، التي تصنفها الحكومة الأمريكية كمنظمة إرهابية أجنبية.
فيما أعلن البنتاجون مساء يوم الخميس 5 سبتمبر 2025، عبر منصة إكس، أن طائرتين عسكريتين من فنزويلا حلقتا بالقرب من سفينة تابعة للبحرية الأمريكية. وكانت السفينة في المياه الدولية.
وقال في المنشور عبر إكس: «هذه الخطوة الاستفزازية كان الهدف منها التدخل في عملياتنا لمكافحة المخدرات والإرهاب».
وحذر البنتاجون فنزويلا من القيام بأي محاولات أخرى لإعاقة العمليات العسكرية الأمريكية لمكافحة المخدرات.