محمد عامر الرئيس التنفيذي لمدينة الجونة ل«عقارات المصري اليوم»: 49% من مبيعات «الجونة» خارج مصر.. والعائد الاستثمارى تجاوز 10- 12% على الدولار

فى ظل الزخم الاستثمارى الذى يشهده ساحل البحر الأحمر، وتزايد دخول أسماء كبرى من المطورين المصريين والدوليين إلى المنطقة، تبرز مدينة الجونة كنموذج متفرد ورائد للتنمية السياحية والعقارية المتكاملة، محمد عامر، الرئيس التنفيذى لمدينة الجونة، والمدير العام لشركة أوراسكوم للتنمية، يفتح فى هذا الحوار ملفات متعددة من واقع المنافسة مع اللاعبين الجدد، واستراتيجيات التسويق الأمثل، كما يكشف عن خطط الشركة لتطوير الجانب الفندقى والمشروعات العقارية المستقبلية، ويشرح كيف نجحت الجونة فى الحفاظ على أداء استثنائى لسوق «الريسيل» فى وقت تشهد سوق إعادة البيع تباطؤًا فى كل أنحاء مصر، منوهًا إلى ارتفاع العائد الاستثمارى لمشروعات الجونة لنحو 10- 12٪ سنويًا على الدولار، وإلى نص الحوار:
■ كيف تنظرون إلى دخول أسماء مطورين كبار إلى سوق البحر الأحمر مؤخرًا؟
- نراه خطوة إيجابية جدًا، كلما زاد عدد المطورين والمشروعات، سواء فى الجانب المصرى أو حتى من ناحية السعودية، ساهم ذلك فى عملية ترويج أشمل وأكبر تتعاون فيه كل الشركات لبناء «براند عالمى» اسمه البحر الأحمر، فكما حدث فى الساحل الشمالى فدخول شركات كثيرة وتنفيذ مشروعات متنوعة وضع المنطقة على خريطة السياحة العالمية، البحر الأحمر معروف عالميًا ولكن تكثيف المشروعات وتنوعها يعزز عمليات الترويج له، ويضعه فى مكانة أكبر كثيرًا ويجذب شرائح عملاء من كل أنحاء العالم، عندما ينمو الاهتمام بالمنطقة بأكملها، تستفيد جميع المشاريع القائمة، ومنها الجونة بالتأكيد.
■ بالحديث عن المنافسة، هل تعدل الجونة استراتيجيات التسويق مع دخول منافسين؟
- استراتيجيتنا واضحة وتعتمد على فهمنا العميق لشريحة العملاء المستهدفين، نركز فى الجونة على المصريين، والمصريين المقيمين فى الخارج (خاصة فى الخليج وأوروبا وأمريكا)، بالإضافة إلى الأجانب من أسواق محددة، مثل إنجلترا، وألمانيا، وسويسرا، وفرنسا، الأهم من ذلك نحن لا نبيع مجرد وحدات عقارية، بل نبيع أسلوب حياة ونخاطب «المستخدم النهائى» (End-User) الذى يرغب فى السكن والعيش فى مجتمع متكامل، وهذا ما منحنا مصداقية فريدة على مدار 35 عامًا، وقدر كبير من الثقة، فالجونة المكان الوحيد المسموح له بالتسعير والبيع بالدولار فى مصر حتى الآن، وإن كان هناك تشريع قيد الدراسة حاليًا يسمح بالتوسع فى هذا الاتجاه لاسيما للمشروعات الساحلية، بهدف تعزيز موارد الدولة من النقد الأجنبى.
■ وماذا عن الشراء بهدف الاستثمار؟
- العائد الاستثمارى فى الجونة مرتفع جدًا، سواء من الإيجارات أو من زيادة القيمة السعرية للوحدة.. نحن نتحدث عن متوسط زيادة سنوى ما بين (10– 12٪) بالدولار، وبينما تعانى السوق المصرية من تباطؤ شديد فى سوق إعادة البيع «الريسيل»، تظل الجونة نشطة جدًا.
■ فى رأيك، ما هى الأسباب وراء تباطؤ سوق «الريسيل» فى مصر حاليًا؟ ولماذا لم تتأثر الجونة؟
- يمكننى القول إن السوق تمر حاليًا بمرحلة «تصحيح»، دفعت الكثيرين لتقديم خطط سداد تصل إلى 10 و12 و14 سنة، وهو ما أدى لتوقف «الريسيل» تمامًا، فى الجونة اتخذنا مسارًا ثابتًا تمامًا، لم ننجرف وراء هذا التوجه، حافظنا على خطة السداد الخاصة بنا عند 5 سنوات فقط، بل على العكس، قلصنا مدة التسليم لتصبح أسرع، فبدلًا من التسليم خلال سنتين، أصبحنا نسلم خلال سنة واحدة فى بعض المشاريع. هذا الثبات هو سر قوة سوق إعادة البيع «الريسيل» لدينا، لأنه لا يوجد تشويه فى الأسعار بين السوق الأولى والثانوية، مما يحافظ على قيمة استثمارات عملائنا ويجعل حركة البيع نشطة للغاية.
■ ما نسبة مبيعات الأجانب مقارنة بالمصريين؟
- المبيعات فى الشهور الستة 6.3 مليار جنيه، نسبة المبيعات من خارج مصر حوالى 49٪ منها 23٪ من جنسيات أجنبية، والباقى مصريون مقيمون بالخارج، جزء أيضًا من قوة سوق «الريسيل» فى الجونة أن الأجانب يفضلون شراء وحدة جاهزة «ريسيل» عن الشراء فى مشروعات تحت التنفيذ.
■ ماذا عن التسليمات الجديدة فى 2025؟
- لدينا حوالى 410 وحدات مستهدف تسليمها هذا العام، تم بالفعل تسليم 109 وحدات حتى الآن، النصيب الأكبر من التسليمات فى مشروع «Kamaran»، وهو واحد من أكبر مشروعاتنا الجديدة يجرى تنفيذه على 6 مراحل، تم بالفعل تسليم المرحلتين الأولى والثانية، وجارٍ حاليًا تسليم الدفعتين الثالثة والرابعة.
■ وبالنسبة للقطاع الفندقى، ما هى خطتكم لتعزيز الإيرادات الفندقية وزيادة عدد الغرف الجديدة؟
- محفظتنا تضم حاليًا 18 فندقًا بحوالى 2900 غرفة، ونخطط لزيادة العدد تدريجيًا خلال 5 سنوات بإضافة 600– 700 غرفة جديدة، من خلال تدشين 3 فنادق جديدة، مع التركيز على الفنادق الفاخرة (5 نجوم)، بأفكار مختلفة ومبتكرة تُقدم لأول مرة فى السوق، هذه الخطة تسير على التوازى مع خطة متكاملة بدأناها قبل سنوات لإعادة هيكلة الفنادق القائمة ورفع كفاءتها، لقد انتهينا من أعمال تطوير شامل لثلاثة فنادق حتى الآن.
أما فيما يتعلق بنمو الإيرادات الفندقية فقد وصلت إلى 45٪ خلال النصف الأول من العام، فيما ارتفعت نسب الإشغال حوالى 75٪، نحو 85٪ منها أجانب، والإيرادات الفندقية تحقق نموًا مستدامًا سنويًا، ولذلك نركز خلال الفترة المقبلة على التوسع بشكل أكبر فى هذا القطاع.
■ هل تتأثر نسب الإشغالات بالأحداث الجيوسياسية وتوترات الحرب فى غزة؟
- نسب الإشغال فى الجونة ارتفعت لتصل إلى نحو 75٪، منهم حوالى 85٪ من الأجانب، وهو ما يعكس جاذبية المدينة كوجهة سياحية مفضلة وثقة الزوار فيها. وبشكل عام، يمكن القول إن تأثير الأحداث الجيوسياسية بات محدودًا ووقتيًا، حيث يظل الطلب على الجونة قائمًا بفضل تميزها كمجتمع متكامل يقدم للزوار تجربة فريدة على البحر الأحمر. كما أن موقعها الجغرافى الآمن، وكونها مدينة مغلقة تتمتع ببنية تحتية متطورة وخدمات متكاملة، يعزز إحساس المقيمين والزوار بالراحة والاطمئنان، ويجعلها بعيدة إلى حد كبير عن أى توترات خارجية.
■ ما آخر المشروعات العقارية التى تم طرحها؟
- أطلقنا مؤخرًا مشروع «Highland by North Bay»، المتوقع أن يحظى بإقبال كبير، إلى جانب مشروع «Tuban Waterfalls» الذى يتميز بخدمات متكاملة وخطط تسليم سريعة خلال عامين فقط، مما يضيف مزيدًا من التنوع إلى محفظة مشروعاتنا السكنية، كما طرحنا مجموعة من الوحدات السكنية الجاهزة للتسليم خلال عام واحد فقط، مع خطط سداد مرنة تصل إلى خمس سنوات، وإعفاء من عمولات الإيجار لمدة عام كامل، بالإضافة إلى خدمة «El Gouna Plus»، المنصة الرسمية المتكاملة لإدارة العقارات والخدمات المنزلية فى المدينة.
■ هل لديكم نية لعقد شراكات مع مطورين آخرين فى الجونة، أو للتوسع فى بيع الأراضى هناك؟
- فى الحقيقة، بيع الأراضى ليس ضمن أهدافنا الأساسية، فنحن مطورون بالدرجة الأولى ونركز على تطوير الأراضى بأنفسنا بدلاً من الاكتفاء ببيعها. وإذا لجأنا فى بعض الحالات إلى بيع أراضٍ، فإن ذلك يتم بدافع استراتيجى محدد يخدم خططنا، وليس بهدف البيع بحد ذاته.
■ وما هو هذا الهدف الاستراتيجى؟
- الهدف هو توفير ما نسميه «الإنترى ليفل» (entry-level product)، وهو مستوى من الوحدات السكنية أقل سعرًا، لا نقوم نحن بتطويره حاليًا فى أوراسكوم، لكنه ضرورى للمدينة، وجود هذا النوع من المنتجات يوسع قاعدة السكان ويزيد من حجم الاقتصاد المحلى للمدينة، لأنك تحتاج دائمًا إلى فئات مختلفة من الناس: العاملون، المقيمون لفترات أطول، والباحثون عن سكن بأسعار معقولة، تنويع المنتجات يخلق حياة متكاملة للمدينة.
■ الجونة ليست مجرد منتجع، بل مدينة متكاملة، ما هى أبرز ملامح البنية التحتية والخدمية التى تقدمونها للسكان؟
- الجونة اليوم هى موطن لمجتمع دائم يضم 25 ألف ساكن من أكثر من 50 جنسية، لديهم 5 مدارس (منها مدارس دولية وسويسرية، ومدرسة منارة للموهوبين)، ومستشفى متكامل، ونحن بصدد تطوير عيادات متخصصة مرتبطة بها، على صعيد المرافق، قمنا مؤخرًا بمضاعفة قدرة محطة الطاقة الشمسية وتوقيع عقد لإنشاء محطة تحلية مياه جديدة، كما ندرس حاليًا إنشاء خط مياه ثالث من الغردقة لتلبية احتياجات التوسع المستقبلية.
■ اشتهرت الجونة بمهرجانها السينمائى وفعالياتها الرياضية، هل هناك خطط لإطلاق فعاليات كبرى جديدة على نفس المستوى؟
- بالتأكيد، نحن لا نهدف فقط لإقامة فعاليات، بل لإنشاء «منصات» (Platforms) مستدامة. مهرجان الجونة السينمائى وبطولة الإسكواش مثالان ناجحان. ونحتفل هذا العام بمرور 35 عامًا على تأسيس الجونة، وبهذه المناسبة سنطلق فى نوفمبر المقبل مشروعًا جديدًا وفعالية ستكون الأولى من نوعها فى مصر، وستجذب أسماء عالمية. نحن ندرس حاليًا إطلاق منصات متخصصة فى مجالات مثل الموضة (Fashion)، وفنون الطهى (Culinary)، والتصميم (Design) لجذب شرائح جديدة من الزوار والمهتمين.
■ ذكرت إطلاق مشروع جديد فى نوفمبر، هل يمكن أن تكشف عن المزيد من التفاصيل حوله أو حول مشاريع عقارية أخرى فى الأفق؟
- مشروعنا الجديد فى نوفمبر سيكون فريدًا من نوعه تحت مظلة «المساكن ذات العلامة التجارية» (Branded Residences)، وهو ما سيقدم مستوى جديدًا من الفخامة والخدمة الفاخرة فى الجونة.