مافكرتش في نفسي.. «عم طارق» عامل المزلقان ببني سويف يروي القصة الكاملة لإنقاذه شابًا من الموت

تحولت لحظات عابرة إلى مشهد إنساني نادر، حين خاطر طارق محمد برس، عامل المزلقان ببنى سويف بحياته لينقذ شابا من موت محقق تحت عجلات قطار قادم من الصعيد في اتجاه القاهرة الواقعة التي التقطتها إحدى كاميرات المراقبة، حيث وثّقت لحظة فارقة بين الحياة والموت، وأظهرت سرعة بديهة ويقظة وشجاعة رجل بسيط تحمّل مسؤولية مضاعفة، فأصبح بين عشية وضحاها حديث الأهالي ورواد التواصل الاجتماعي.
بينما كان القطار يقترب بسرعة كبيرة من مزلقان الغمراوي، حاول شاب عبور القضبان دون اكتراث بتحذيرات عامل المزلقان ومع ثوانٍ قليلة تفصل بينه وبين الاصطدام المميت، اندفع «عم طارق» بجسده بكل قوة، ممسكًا بالشاب وساحبًا إياه بعيدًا عن القضبان، لتتعالى صيحات المتواجدين: «ربنا يسترها عليك يا عم طارق.. جعله الله في ميزان حسناتك».
شجاعة عامل المزلقان
المشهد لم يمر مرور الكرام، فقد سجّلته الكاميرات وتناقله المواطنون على نطاق واسع، مشيدين بشجاعة العامل الذي جسّد المعنى الحقيقي للواجب الإنساني وتوالت التكريمات من الحكومة على عم طارق وشهادات التكريم وكان اخرها عندما كرمه الدكتور محمد غنيم محافظ بنى سويف في المحافظة وقال له «أنت مثال للعامل المحترم».
أحمد مصطفى، أحد شهود العيان يروي شهادته عن الواقعة، قائلا: «كنت قريب جدًا من المزلقان، وشفت الشاب وهو بيجري عشان يلحق يعدي قبل القطرعم طارق كان بيصفّر وينبه، لكن الشاب واضح إنه ما كانش واخد باله في لحظة حسيت إنها النهاية، لكن فجأة لقيت عم طارق بيجري عليه ويشده بعيد قبل القطر بثوانٍ»، ويؤكد على الرواية ذاتها جعفر على، صاحب كشك قريب من موقع الحادث، قائلا: «الواقعة اتسجلت بكاميرا المحل عندي، وكل اللي شاف الفيديو قال إن عم طارق بطل حقيقي هو مش بس أنقذ شاب من الموت، ده كمان علّم الناس درس مهم عن خطورة المزلقانات».
عامل المزلقان: مفكرتش في نفسي
وعن تلك اللحظات العصيبة، يروي «عم طارق محمد برس»، عامل المزلقان بوجه بسيط: «كنت واقف في مكاني زي كل يوم، سمعت صوت القطر جاي وبدأت أصفر فجأة لمحت الشاب وهو بيحاول يعدي بسرعة، وكأنه مش شايف القطر حسيت إن ثانية واحدة هتفرق بين حياته وموته، فجريت عليه وجذبته بعيد ما فكرتش في نفسي خالص، حتى لو كنت أنا اللي اتخبط، المهم إن الشاب يعيش».
ويضيف، «اللي عملته مش بطولة، ده واجب وشغلي هنا مسؤولية كبيرة، ودايمًا بننبه الناس إن المزلقان مش مكان للعب ولا للتهور».
إشادة واسعة
لم يكد الفيديو يُنشر حتى انهالت آلاف التعليقات، تراوحت بين الإشادة بالعامل البطل والغضب من تهور الشاب كتب أحد المتابعين: «ده بطل بني سويف الحقيقي.. ربنا يحفظه ويكثر من أمثاله».
فيما علق آخر لو ما كانش عم طارق موجود، كنا هنتفرج على كارثة، بينما قال ثالث «ده مثال للشهامة والإنسانية.. يستحق وسام شرف».
وفي المقابل، وجه كثيرون انتقادات للشاب المتهور، مؤكدين أن مثل هذه التصرفات تعرض حياة الناس للخطر، إذ كتب أحدهم «اللي عمله ده مش عبور، ده انتحار».