الدولار في أدنى مستوياته منذ 3 سنوات.. وترقب لمصير رئيس الفيدرالي الأمريكي بعد تصريحات ترامب

تعرض الدولار الأمريكي لضربة أخرى، في ظل حالة من القلق لدى المستثمرين، وهو ما دفع العملة الأمريكية إلى أدنى مستوياتها في أكثر من ثلاث سنوات.
وانخفض الدولار بنسبة 10% حتى الآن هذا العام، ويتجه صوب أسوأ عام له منذ عام 2003، ومن المتوقع أن يضعف أكثر مع تجدد المخاوف بشأن استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي، وسط توقعات متزايدة بخفض أسعار الفائدة واقتراب الموعد النهائي لاتفاقيات التجارة في التاسع من يوليو المقبل.
وقال كاسبار هينس، مدير محافظ أول في شركة آر بي سي بلوباي لإدارة الأصول: «نبيع الدولار على المكشوف في ظل هذه البيئة التي تشهد تآكلًا في المؤسسات»، لافتًا إلى أنه «بيع العملة على المكشوف يعني الاحتفاظ بالرهانات على انخفاض قيمتها».
من سيحصل على منصب رئيس الاحتياطي الفيدرالي؟
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأنه «فظيع» في أحدث هجوم له على رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، وقال إنه يفكر في ثلاثة أو أربعة أشخاص كمنافسين على المنصب الأعلى في بنك الاحتياطي الفيدرالي.
أشارت التقارير إلى أن أبرز المرشحين لمنصب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي القادم يشملون محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق كيفن وارش، ورئيس المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت، ومحافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الحالي كريستوفر والر، ووزير الخزانة سكوت بيسنت.
وقال كيت جوكس، كبير استراتيجيي سوق الصرف الأجنبي في بنك سوسيتيه جنرال: «أعتقد أن السوق يأخذ في الاعتبار تعيين الرئيس ترامب لشخص يبدو للوهلة الأولى على الأقل أكثر تعاطفا مع قضيته».
وفي الوقت نفسه، أدت التعليقات التي أدلت بها ميشيل بومان، صانعة السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي والتي اختارها ترامب مؤخرا كأعلى مشرف على البنوك في بنك الاحتياطي الفيدرالي، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأن الوقت لخفض أسعار الفائدة يقترب، إلى إضعاف الدولار مع ارتفاع توقعات خفض أسعار الفائدة.
ويقدر المتداولون الآن احتمالات قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في يوليو بنحو 25% مقارنة ب 12.5% الأسبوع الماضي.
ألمانيا والفيدرالي
وأدت مواجهات ترامب مع حلفائه القدامى بشأن التجارة والأمن، وهجماته على بنك الاحتياطي الفيدرالي، إلى إحياء التساؤلات في ألمانيا حول حيازاتها من ذهب البنك المركزي، والذي يتم تخزين بعضه في بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك.
وفي الشهر الماضي، ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن المشرفين على البنك المركزي الأوروبي يطلبون من بعض المقرضين في المنطقة تقييم احتياجاتهم من الدولارات في أوقات التوتر، ودراسة السيناريوهات التي لا يمكنهم فيها الاعتماد على اللجوء إلى بنك الاحتياطي الفيدرالي في ظل إدارة ترامب.
وقال نيك ريس، رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي في مونيكس أوروبا، إن الخطر الكبير الذي تواجهه الأسواق على المدى القصير يتمثل في استمرار انتقادات بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وقال في إشارة إلى توقعات العملة قصيرة الأجل: «سأكون صادقا تماما، فأنا أقوم حاليا بإعادة كتابتها في ضوء ما نراه الآن.. كنا نعتقد أن الدولار يجب أن يستقر حول مستوياته الحالية لأن البيانات الكلية على وشك أن تتحول إلى إيجابية للغاية».
قالت مجموعة آي إن جي، إن اختراق اليورو، لمستوى 1.17 دولار يضع الوصول إلى مستوى 1.20 دولار في الأفق رغم أن المعنويات تجاه الدولار يتعين أن تتدهور أكثر للوصول إلى ذلك المستوى.
وأشارت سيما شاه، كبيرة الاستراتيجيين العالميين في شركة إدارة الأصول برينسيبال أسيت مانجمنت، إلى أن الدولار لم يستفد بقدر ما كان متوقعا في الأسبوعين الماضيين من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وهي علامة على أن دور الدولار كملاذ آمن قد تضرر.
وفي السنوات الأخيرة، ارتفعت قيمة العملة مع ارتفاع أسعار النفط، لكنها اكتسبت 0.7% فقط الأسبوع الماضي.
لقد تعرض الدولار، العملة الاحتياطية الأولى في العالم، لانتقادات شديدة هذا العام بسبب السياسات الأمريكية غير المنتظمة التي أدت إلى تفاقم حالة عدم اليقين الاقتصادي ووضعت فكرة الاستثنائية الأمريكية موضع شك.
قال المستثمرون إن القلق بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي يزيد من الضرر. لطالما اعتُبر احترام المؤسسات المستقلة، كالبنوك المركزية، عامل جذب رئيسي للاقتصادات الكبرى، إذ يُسهم في ترسيخ الاستقرار الاقتصادي وتوفير اليقين السياسي.
وأظهر استطلاع للرأي شمل 75 من مديري الاحتياطيات في البنوك المركزية ونشرته مؤسسة OMFIF في وقت سابق من هذا الأسبوع أن 70% من المشاركين قالوا إن البيئة السياسية في الولايات المتحدة تثنيهم عن الاستثمار في الدولار، أكثر من ضعف النسبة قبل عام.
وقال شاه: «الحديث عن الإعلان عن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي القادم خلال الشهرين المقبلين، سيكون أمرا مزعجا إلى حد ما».
تابع: «إن هذا الأمر يثير من جديد القلق بشأن مصداقية وموثوقية المؤسسات الأمريكية، وهو أمر لا يحبه الناس عادة».