الحرب بين إسرائيل وإيران يمكن تلخيص جولتها الأولى في 200 طائرة إسرائيلية تهاجم إيران في مقابل 200 صاروخ باليستي إيراني يضرب تل أبيب، وهو التصعيد العسكري غير المسبوق بين الجانبين ما أنذر بحرب كبرى في المنطقة تفوق ما يحدث منذ السابع من أكتوبر 2023 وهي الحرب التي شنتها إسرائيل على فصائل أصغر في الحجم والتسليح من إيران. وبعد اليوم الأولى من الحرب والضربة العسكرية الإسرائيلية والرد الإيراني، بدأت الأقمار الصناعية المتخصصة في رصد الأضرار على الأرض من تبين حجم الخسائر في الجانبين والذي نقلته عدة مواقع إخبارية ودولية. أضرار الضربة العسكرية الإسرائيلية على إيران وكشف موقع الأقمار الصناعية لتتبع الأضرار على الأرض «ماكسار Maxar» أضرار واضحة على المفاعل النووي الإيراني «نطنز» أحد أبرز المفاعلات النووية الإيرانية والتي يشار إلى أنها من أهم مواقع التخصيب اليورانيوم الإيراني. ويظهر الموقع المتخصص حجم الضرر الواضح على كثير من المباني من المفاعل النووي الذي تخوفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من احتمالية تسرب اشعاعي منه يؤثر على الحياة والسكان في إيران والدول المجاورة والملاصقة لإيران. واستهدفت إسرائيل خلال الضربات الجوية المكثفة موقع آخر لتخصيب اليورانيوم معروف باسم «فوردو»، والذي اعترفت إيران بتعرضه لأضرار طفيفة لكن مدى تأثير الضربات على مخزونات اليورانيوم (خاصة في أصفهان) غير معروف حتى الآن. ومع ذلك أظهرت الأقمار الصناعية لموقع التتبع الشهير «ماكسار Maxar» عدم تعرض فوردو لأضرار تذكر حسبما تبين من القمر الصناعي الذي وصل إلى أعلى دقة متابعة لاستبيان حجم الضرر على المفاعل النووي الإيراني الضخم. ووثقت «الجارديان البريطانية» باستخدام قواعد البحث مفتوحة المصدر وجود أزمة حقيقية وتدمير لبعض المواقع المهمة خاصة في المفاعل النووي نطنز نتيجة الضربات العسكرية الإسرائيلية. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الأضرار لم تكن استراتيجية فقط وإنما تمكنت اسرائيل من اغتيال كبار قادة الحرس الثوري ونخبة من العلماء النوويين، في ضربة وصفها محللون بأنها «محاولة لتفكيك النخبة الحاكمة عسكريًا وتقنيًا في طهران». وأكدت طهران مقتل الجنرال محمد باقري، رئيس هيئة الأركان الإيرانية، واللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، بالإضافة إلى الجنرال غلام على رشيد، واللواء على شمخاني، أحد أبرز مستشاري المرشد الإيراني. كما تم استهداف مقر تطوير الصواريخ في «بيدكنه» والدفاعات الجوية في غرب إيران، وضربات أخرى استهدفت مواقع في طهران وشيراز وتبريز وكرمنشاه. ومن بين القادة الذين اغتالتهم إسرائيل ستة من العلماء النوويين الإيرانيين، بينهم محمد مهدي طهرانشي، الرئيس السابق لجامعة آزاد، وفريدون عباسي، الرئيس الأسبق لمنظمة الطاقة الذرية، في ما اعتبرته مصادر استخباراتية «محاولة لتصفية العقول المدبرة خلف البرنامج النووي». ماذا تكبدت إسرائيل في الرد الإيراني؟ أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي إطلاق عملية عسكرية موسعة للرد على الهجمات الإسرائيلية، حيث أطلقت إيران نحو 200 صاروخ باليستي من قوتها الصاروخية التي تعد من الأقوى في منطقة الشرق الأوسط، بهدف تدمير مراكز قوة عسكرية إسرائيلية. وتكشف الصور المنتشرة من حسابات إسرائيلية عن استهداف لمقر وزارة الدفاع الإسرائيلية والموجودة في العاصمة الإسرائيلية تل أبيب، بينما أعلنت إسرائيل رسميا إصابة 160 شخص ومقتل 3 خلال الرد الإيراني الذي استهدف قلب العاصمة الإسرائيلية تل أبيب ومناطق مختلفة. ودعت إسرائيل سكانها إلى ضرورة البقاء في الملاجيء لفترة طويلة والالتزام بقواعد السلامة، بينما تستمر هي الآخرى في ضرباتها وقصفها الجوي على العاصمة الإيرانيةطهران في حرب مفتوحة بين الجانبين. وفي سابقة، أعلنت إيران عن إسقاط طائرتين إسرائيليتين من طراز F 35 وهو ما تنفيه إسرائيل بقوة، فيما عد خبراء ومحللين إسقاط هذه الطائرة تحديدا سابقة لم تحدث من قبل خاصة وأنها تعد فخر الصناعة الأمريكية ولم تسقط في أي حرب سابقة. حرب واسعة بين إيران وإسرائيل ورغم المسافة الجغرافية الكبيرة بين إسرائيل وإيران التي تصعب من عمليات التوغل البري، إلا أن إسرائيل كشفت عن عملية جاسوسية موسعة قادها الموساد الإسرائيلي سمحت بكشف إيران من الداخل والعمل على تسهيل استهداف القيادات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني من رأسه باغتيال حسين سلامي رئيس الحرس الثوري الإيراني وعلي باقري رئيس الأركان وعدد كبير من القادة العسكريين. في المقابل، أعلنت إيران قبل أيام من بداية الحرب، نجاح الاستخبارات الإيرانية في الحصول على معلومات شديدة الخطورة والسرية تتعلق بإسرائيل وأماكن قادتها وطريقة إدارتها وأسلحتها وبرنامجها النووي.