أدى الرئيس الجديد لكوريا الجنوبية، لي جيه- ميونج اليمين الدستورية، اليوم، متعهدا بتوحيد الأمة المنقسمة، وتنشيط الاقتصاد، ومواصلة الدبلوماسية البراجماتية القائمة على المصالح الوطنية. تعهد الرئيس الجديد لكوريا الجنوبية، لي جيه- ميونج، اليوم الأربعاء، بأن يكون رئيسا للجميع، وبأن يتبنى رؤية اقتصادية قائمة على نهج «عملي وموجه نحو السوق»، مواربا الباب لكوريا الشمالية لفتح حوار يهدف إلى سلام دائم، وذلك وفقا لما نقلته وكالة «يونهاب». وبدأ ميونج فترة ولايته الممتدة ل 5 سنوات دون فترة انتقالية في وقت سابق من اليوم بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت بعد عزل الرئيس السابق يون سيوك- يول بسبب محاولته الفاشلة لفرض الأحكام العرفية في ديسمبر الماضي. وقال الرئيس الجديد في خطاب خلال حفل تنصيبه الذي أقيم في الجمعية الوطنية (البرلمان): «بغض النظر عمن تدعمونه في هذه الانتخابات، سأكون رئيسا للجميع يحتضن ويخدم جميع المواطنين دون استثناء». وتعهد لي بتوحيد البلاد التي انقسمت بعمق بعد إعلان الرئيس السابق الأحكام العرفية وعزله بعد ذلك. وقال: «لقد حان الوقت لاستعادة الأمن والسلام، اللذين تحولا إلى أدوات للصراع السياسي وإعادة بناء سبل العيش والاقتصاد اللذين تضررا من اللامبالاة وعدم الكفاءة وانعدام المسؤولية؛ وإحياء الديمقراطية التي قوضتها المركبات المدرعة والبنادق الآلية». وبشأن الاقتصاد، تعهد لي باعتماد نهج «عملي وموجه نحو السوق» لتنشيط النمو وتعزيز التقنيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، معلنا :«سأشكل حكومة تدعم وتشجع، وليس حكومة تسيطر وتدير». تبني دبلوماسية براجماتية وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، أكد ميونج على ضرورة اتباع دبلوماسية «براجماتية- غير متشددة» تركز على المصالح الوطنية لمعالجة التحديات الناشئة عن المشهد الاقتصادي والأمني المتغير. السعي للحوار لبناء سلام دائم وقال: «سنعمل على تعزيز التعاون بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان على أساس التحالف القوي بين كوريا والولايات المتحدة وسنتعاون مع الدول المجاورة من منظور عملي ومصالح وطنية». كما أكد على الحاجة إلى ردع قوي ضد تهديدات كوريا الشمالية، وترك ميونج الباب مفتوحا لاستئناف الحوار المتوقف مع نظيرته الشمالية، قائلا: «سنفتح قنوات الاتصال وسنسعى للحوار والتعاون مع الشمال لبناء سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية». ويواجه الرئيس الجديد تحديات متعددة، حيث جاء تنصيبه بعد 6 أشهر من الفراغ القيادي الناجم عن فضيحة الأحكام العرفية التي قادها يول، والتي تركت اقتصاد كوريا الجنوبية المعتمد على التصدير عرضة للرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ويواجه أيضا تحديات أمنية ملحة، بما في ذلك الضغوط المتزايدة من إدارة ترامب على كوريا الجنوبية لزيادة حصتها من نفقات تمركز 28.500 جندي أمريكي في شبه الجزيرة الكورية. وتأتي المناقشات وسط مخاوف متزايدة بشأن إعادة تنظيم القوات الأمريكية المحتملة لمواجهة النفوذ الإقليمي المتزايد للصين بشكل أفضل. عدم توجيه دعوة لأجانب في أعقاب انتخاب ميونج، أكد مسؤول في البيت الأبيض على التحالف «القوي» بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، في حين أعرب عن مخاوفه بشأن «التدخل والنفوذ الصينيين في الديمقراطيات». ومن المتوقع أن يجري ميونج مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بعد ظهر اليوم على أقرب تقدير وفقا لمصادر دبلوماسية. وحضر الحفل رؤساء السلطات الثلاث للحكومة، وأعضاء مجلس الوزراء، والنواب البرلمانيون، فيما لم تُوجه دعوة لأي شخصيات أجنبية. وقبل حفل التنصيب، قام ميونج بزيارة المقبرة الوطنية في العاصمة «سيول» لتكريم أرواح الجنود الذين لقوا حتفهم في الخدمة.