استعرض خبراء فريق البحث والتحليل العالمى من كاسبرسكى، هجمات سلاسل الإمداد، ورصدوا 14 ألف حزمة خبيثة في مشاريع المصادر المفتوحة بنهاية 2024، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 48٪ عن نهاية 2023. وقد راجعت كاسبرسكى 42 مليون إصدار من حزم المصادر المفتوحة طوال 2024 للبحث عن الثغرات الأمنية. «البرمجيات مفتوحة المصدر هي برامج ذات كود مصدرى قابل للفحص والتعديل والتطوير من قبل أي شخص». وتتضمن الحزم الشائعة أسماء مثل GoMod وMaven وNuGet وnpm وPyPI وغيرها. تدعم هذه الأدوات الكثير من التطبيقات، وتمكّن المطورين من اكتشاف وتثبيت وإدارة مكتبات الأكواد الجاهزة بسهولة، مما يُبسط تطوير البرمجيات عبر إعادة توظيف أكواد مكتوبة مسبقًا. ويستغل المهاجمون انتشار هذه الحزم وغيرها. في مارس 2025، تم توثيق نشر مجموعة Lazarus لعدة حزم npm خبيثة، تم تحميلها عدة مرات قبل إزالتها. تضمنت هذه الحزم برمجيات خبيثة لاختلاس بيانات الاعتماد وبيانات محافظ العملات المشفرة وزرع أبواب خلفية، مستهدفة أنظمة المطورين عبر ويندوز وماك ولينكس. وظّف الهجوم مستودعات GitHub لإعطاء الشرعية، مما يعكس تطور تكتيكات سلاسل الإمداد لدى المجموعة. واكتشف فريق البحث والتحليل العالمى من كاسبرسكى حزم npm إضافية مرتبطة بهذا الهجوم. كان بالإمكان دمج حزم npm الخبيثة في تطوير الويب ومنصات العملات المشفرة وبرمجيات المؤسسات، مما يُخاطر بسرقة البيانات على نطاق واسع وتكبّد خسائر مالية. وفى عام 2024، رُصد باب خلفى معقد في XZ Utils الإصدارين 5.6.0 و5.6.1، وهى مكتبة ضغط منتشرة بكثرة في توزيعات لينكس. زُرع الكود الخبيث بواسطة مطور موثوق، واستهدف خوادم SSH، ليتيح تنفيذ الأوامر عن بُعد ويشكل تهديدًا لأنظمة لا حصر لها عالميًا. تم اكتشاف الثغرة قبل الاستغلال الموسع بعد ملاحظة شذوذ في الأداء، وسلطت الواقعة الضوء على خطورة هجمات سلاسل الإمداد. وتُعد XZ Utils عنصرًا أساسيًا في أنظمة التشغيل والخوادم السحابية وأجهزة إنترنت الأشياء، مما يجعل اختراقها تهديدًا للبنى التحتية الحساسة وشبكات الشركات. وفى نفس العام، رصد فريق البحث والتحليل العالمى التابع لكاسبرسكى قيام مهاجمين برفع حزم Python خبيثة ك chatgpt-python وchatgpt-wrapper على منصة PyPI، تقلد أدوات مشروعة للتفاعل مع واجهات برمجة تطبيقات ChatGPT. صُممت هذه الحزم لسرقة بيانات الاعتماد وزرع أبواب خلفية، مستثمرة انتشار تطوير الذكاء الاصطناعى لإيقاع المطورين في فخ تحميلها. كان بالإمكان توظيف هذه الحزم في تطوير الذكاء الاصطناعى ودمج روبوتات المحادثة ومنصات تحليل البيانات، مما يهدد سير العمل الحساس للذكاء الاصطناعى وبيانات المستخدمين. وقال ديمترى غالوف، رئيس مركز الأبحاث لروسيا ورابطة الدول المستقلة بفريق البحث والتحليل العالمى في كاسبرسكى: «تمثل البرمجيات مفتوحة المصدر الأساس لكثير من الحلول المعاصرة، غير أن انفتاحها بات يُستغل كسلاح. الارتفاع بمعدل 50٪ في الحزم الخبيثة مع نهاية 2024 يكشف عن إصرار المهاجمين في دمج أبواب خلفية متقدمة وأدوات سرقة بيانات في الحزم المنتشرة، التي يعول عليها الملايين. دون تدقيق صارم ومراقبة مستمرة، قد تُنتج حزمة مخترقة واحدة اختراقًا عالميًا. على المؤسسات تحصين سلاسل الإمداد قبل نجاح هجوم آخر بحجم XZ Utils». ودعت كاسبرسكى إلى استخدام حل لمراقبة المكونات مفتوحة المصدر المستخدمة بهدف رصد التهديدات المحتملة المخفية بداخلها، وأكدت على ضرورة متابعة التهديدات الناشئة من خلال النشرات الأمنية والإرشادات المتعلقة بمنظومة المصادر المفتوحة، حيث إن الاكتشاف المبكر للتهديد يتيح استجابة أسرع وأكثر فاعلية.