فى أحد أركان القاعات الفنية، اجتمعت ثلاث رؤى فى معرض فنى واحد، حمل عنوان «أنا وبناتى»، تجربة عائلية خاصة جمعت بين النحت والرسم، بين الأب وابنتيه، ففى لقاء فنى لا يشبه سواه، قدم الأب عشرين قطعة نحتية بخبرة السنين، بينما عبرت البنتان عن عوالمهما الخاصة من خلال 14 لوحة تشكيلية، ورغم اختلاف الأساليب، اجتمعت الأعمال بروح واحدة تنبض بدفء البيت وحنين الذكريات. تواصلت «المصرى اليوم» مع الفنانة «ريم جمال عبد الناصر» لتكشف عن كواليس هذا المعرض الاستثنائى، فقالت: «وُلدنا فوجدنا والدنا يعمل فى مجال الفن، وتحديدًا النحت، أما جدى فكان موسيقارًا، فنشأنا فى بيت يرى أن الفن ليس مجرد عمل، بل أسلوب حياة متكامل». وأضافت: «بدأت المشاركة فى المعارض منذ التخرج، أما أختى ندى، الأصغر سنًا، فنشأت هى الأخرى فى بيئة فنية، وتعمل فى مجال الرسم، كما أنها تعشق الحيوانات، وهو ما ينعكس على أعمالها التى تستخدم فيها القماش والتطريز والخامات اليدوية، ورغم أن لكلٍ منّا مسارها الفنى الخاص، فإن فكرة إقامة معرض يجمع أعمالنا الثلاثة جاءت بناءً على اقتراح من والدى وعدد من المقربين، وهكذا وُلدت فكرة أنا وبناتى». ورغم أن كل فرد من أفراد العائلة صمم أعماله فى وقت مختلف، فإن الناتج كان متجانسًا، ينبض بروح واحدة مفعمة بالدفء، والفكاهة، والألفة. وتابعت ريم: «نشأنا على رؤية والدى الفنية وتكويناته، ودائمًا ما أعرض عليه أعمالى للاستفادة من خبرته، فهو يرى الفن من منظور تحليلى، مؤخرًا، بدأتُ استخدام خامات جديدة، مثل الكولاج وورق الذهب، إلى جانب الأكريليك والزيت، فى محاولة لخلق إحساس مختلف فى كل لوحة». واستطردت قائلة: «لا يوجد موضوع موحد للمعرض، فوجود والدى معنا هو الفكرة الأساسية، يقدم فى أعماله موضوعات متنوعة، من شخص يعزف إلى مشهد بسيط، أما أنا، فعبرت فى أعمالى عن العلاقات بين الرجل والمرأة، عن الصراع الذى يحدث عندما يحاولان الاقتراب رغم الاختلافات، وصورت ذلك فى لوحة يُبحران فيها معًا على مركب، رغم انشغال كل منهما». ترى ريم أن العلاقة المثالية هى تلك التى تحتمل الاختلافات والخلافات، وتراها وسيلة للتقارب، وأن الحب يعنى الاستمرار فى الرحلة رغم كل الصعوبات. واستكملت: «أنا وندى لم نشعر يومًا بأننا نقلد والدى، فلكلٍ منا أسلوبها المستقل، ربما النقطة المشتركة بينى وبين والدى هى الانسيابية فى الحركة، بينما أتشابه مع ندى أكثر فى اختيار الألوان».