بعيدًا عن الحسد.. لماذا يمرض البعض أكثر من غيرهم؟ (العلم يكشف السبب)

هل تساءلت يومًا لماذا يُصاب بعض الناس بنزلات البرد بشكل متكرر، بينما يتمتع آخرون بجهاز مناعة قوي؟. بينما يربط البعض تكرار الإصابة بالمرض بالحسد، يكمن الأمر في تفاعل بين العوامل الوراثية، وخيارات نمط الحياة، والوظيفة المناعة.
بحسب «onlymyhealth»، تعتمد قدرة الجسم على مكافحة العدوى على عدة عوامل، منها السمات المناعية الموروثة، والعادات اليومية، والصحة العامة.
لماذا يمرض بعض الناس أكثر من غيرهم؟
تشكل الاستجابات المناعية أساس قابلية الإصابة بالمرض. وتشمل العوامل الاستعدادات الوراثية التي تؤثر على إنتاج الأجسام المضادة، وخيارات نمط الحياة التي تؤثر على وظيفة الخلايا التائية، والأمراض المزمنة التي تُضعف مراقبة المناعة.
وتؤثر الاختلافات الجينية بشكل كبير على معدل الإصابة بالمرض. فعيوب المناعة الوراثية، مثل عوز المناعة المتغير الشائع (CVID)، تُضعف إنتاج الأجسام المضادة. كما أن تعدد الأشكال في الجينات التي تُشفّر السيتوكينات (مركبات يفرزها جهاز المناعة للسيطرة على الالتهابات) تؤثر على الاستجابة المناعية.
أيضًا، يؤدي نقص التغذية والتوتر إلى إضعاف آليات الدفاع بشكل أكبر، ما يزيد من قابلية الإصابة بالعدوى.
1. دور الجهاز المناعي
يلعب الجهاز المناعي دورًا حاسمًا في تحديد مدى تكرار إصابة الشخص بالمرض. وهو يتكون من مناعة فطرية ومناعة تكيفية، وكلاهما أساسي لمكافحة العدوى.
- المناعة الفطرية
تشمل حواجز مادية كالجلد وخلايا مناعية كالعدلات والبلعميات، وهي تُشكل خط الدفاع الأول ضد مسببات الأمراض.
- المناعة التكيفية
تشمل الخلايا التائية والأجسام المضادة، وحماية طويلة الأمد وذاكرة قوية ضد العدوى المتكررة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر الاستعدادات الوراثية على فعالية الاستجابة المناعية. على سبيل المثال، تُقلل حالات مثل نقص المناعة المتغير الشائع (CVID) من إنتاج الأجسام المضادة، مما يجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
2. التوتر وقلة النوم
يمكن أن يضعف التوتر وقلة النوم أيضًا وظائف المناعة. فيثبط ارتفاع الكورتيزول الناتج عن التوتر المزمن نشاط الخلايا الليمفاوية وإنتاج السيتوكينات. كما يقلل قلة النوم من سمية الخلايا القاتلة الطبيعية وتكاثر الخلايا التائية.
وتضعف هذه التغيرات الفسيولوجية مناعة الجسم، ما يزيد من قابلية الجسم للإصابة بالعدوى الفيروسية والبكتيرية.
3. تغييرات غذائية لتقوية المناعة
يجب اتباع نظام غذائي متوازن للحفاظ على جهاز مناعي قوي. إذ تلعب العناصر الغذائية مثل فيتاميني ج ود والزنك دورًا حاسمًا في تعزيز نشاط الخلايا المناعية وتقليل الالتهابات.
فيما يعزز فيتامين ج، الموجود في الحمضيات والفلفل الحلو، إنتاج خلايا الدم البيضاء. أما فيتامين د، الذي يُستمد من التعرض لأشعة الشمس والأطعمة المدعمة، ينظم الاستجابات المناعية ويساعد في الوقاية من العدوى.
بينما الزنك، الموجود في المكسرات والبقوليات وبذور اليقطين، يساعد في التئام الجروح ووظيفة الخلايا المناعية.
بالإضافة إلى ذلك، الترطيب ضروري أيضًا، ليدعم الدورة اللمفاوية، وهو أمر ضروري لمراقبة المناعة. وممارسة الرياضة بانتظام وإدارة التوتر يُسهمان في الحفاظ على مناعة قوية، مما يُقلل من احتمالية الإصابة بالأمراض المتكررة.