24 يومًا من الأزمات.. «بلبن» من الإعلان المسيء إلى الإغلاق

في 25 مارس الماضي، وفي خضم موسم المنافسة الرمضانية، أثار إعلان ترويجي لشركة «بلبن» جدلاً واسعًا لتعديه على سمعة واحدة من أكبر شركات الحلويات في مصر، لتبدأ من هذه النقطة سلسلة أحداث دراماتيكية قوّضت نجاح «بلبن» في الوصول إلى عدد كبير من المستهلكين خارج البلاد، وهوت بها في أزمة قانونية هددت مستقبلها حتى قررت أخيرًا الاستغاثة برئيس الجمهورية.
بداية الأزمة: الإعلان المسيء
تضمن الإعلان المثير للجدل مشهدًا يظهر شخصية ترتدي زيًا مشابهًا لزي مؤسس شركة «العبد»، واستخدم خلفية بصرية مشابهة لعلامتها التجارية، بالإضافة إلى إشارات بصرية أخرى تلمّح إلى مؤسس الشركة الراحل، ما اعتبرته «العبد» محاكاة ساخرة تستهدف تشويه سمعتها فقررت تصعيد الخلاف بتقديم شكوى رسمية إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مطالبةً فيها بوقف الإعلان ومحاسبة المسؤولين.
وأمام تزايد دعوات مقاطعة منتجات بلبن على منصات التواصل الاجتماعي في ضوء أزمة الإعلان المسيء، لم تجد «بلبن» بدًّا من تقديم اعتذار رسمي تؤكد فيه أن الإعلان كان يهدف إلى الدعاية التنافسية، ولم يقصد الإهانة، مع التعبير عن احترامها الكامل لمؤسس «العبد».
التدخل القانوني: الإيقاف والتشميع
تدخل جهاز حماية المستهلك، بالتنسيق مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، فأصدر قرارًا بوقف الإعلان ومنع تداوله لمخالفته المادة 13 من قانون حماية المستهلك، التي تحظر الإعلانات المسيئة أو المخلة بالنظام العام.
تزامنًا مع هذه الأزمة، أُغلِقَت فروع لشركة بلبن في مدينة 6 أكتوبر، ضمن حملة مكبرة لجهاز تنمية المدينة، بسبب مزاولة أنشطتها التجارية دون الحصول على رخص التشغيل اللازمة، جاء ذلك في إطار خطة لضبط الأسواق التجارية وتحقيق الانضباط، ومكافحة العشوائيات التي تعيق الحركة أمام المواطنين.
تصعيد الأزمة: اختفاء مفاجئ في السعودية
في 30 مارس، اختفت سلسلة محلات بلبن الشهيرة من تطبيقات التوصيل الإلكترونية في المملكة السعودية، بعد تداول أنباء عن إغلاق فروعه هناك عقب بلاغات متعددة من مواطنين ومقيمين عن حالات تسمم غذائي في مدينة الرياض وعدد من مناطق المملكة.
لم تمر ساعات على البلاغات حتى أعلنت الجهات الصحية بشكل رسمي تسجيل حالات تسمم جماعي بعد تناول منتجات من فروع بلبن.
وبعد تفتيش دقيق وإجراء فحوصات مخبرية على عينات الطعام والمشروبات التي تم تقديمها، إلى جانب مراجعة معايير النظافة وسلامة الغذاء داخل فروع بلبن، تقرر غلق جميع فروعه في السعودية.
الاستغاثة بالرئاسة: مستعدون للمسائلة القانونية
وجهت شركة «بلبن» اليوم الجمعة استغاثةً إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مطالبةً بالتدخل العاجل لإنقاذ سمعتها وحماية حقوق موظفيها البالغ عددهم 25 ألف شخص، حسب بيان الشركة، وذلك بعد سلسلة من الأزمات التي عصفت بها مؤخرًا.
وناشد البيان الرئيس السيسي للتدخل لحماية حقوق العمالة المصرية في السعودية، وإعادة فتح الفروع المغلقة، مع ضمان سلامة المنتجات والتعبير عن استعدادها الكامل لمواجهة الإجراءات القانونية اللازمة لمواجهة الحملة السلبية التي تعرضت لها على خلفية غلق فروعها بعد تكرر حالات التسمم.
أول رد من الحكومة: لا شيء يعلو على صحة المواطن
بعد ساعاتٍ قليلة من بيان الاستغاثة، أصدرت الهيئة القومية لسلامة الغذاء بيانًا أكدت فيه حرصها على حماية صحة المستهلك وضمان سلامة ومأمونية المنتجات الغذائية المتداولة في الأسواق، مشيرةً إلى الفرق الرقابية نفّذت خلال الأيام الماضية حملات تفتيش ميدانية موسعة على مصانع ومحلات بيع وتداول المنتجات الغذائية التابعة لسلاسل (بلبن، كرم الشام، كنافة وبسبوسة، وهمي، عم شلتت) بعد رصد عدة شكاوى ضدهم في مختلف محافظات الجمهورية.
وأضاف البيان أن هذه الحملات استهدفت التأكد من التزام المنشآت التجارية بمعايير سلامة الغذاء، شروط التخزين السليم، وصلاحية المنتجات المعروضة، إضافةً إلى رصد أي مخالفات تتعلق بالغش الغذائي، وذلك بعد سحب عينات بواسطة اللجان الرقابية من الخامات و المنتجات بالمصانع والفروع، والتي أثبتت نتائجها وجود بكتيريا تُعتبر من الأسباب الرئيسية للتسمم الغذائي، في العديد من المنتجات المعدة للتداول.