«كانوا عايزين يقلعوني هدومي».. حكم بالحبس عامين على المتهمين في واقعة «فتاة ترسا»

أصدرت محكمة جنح الجيزة، الخميس، حكمًا بالحبس عامين مع الشغل والنفاذ على 7 متهمين في واقعة الاعتداء الجماعي على فتاة ووالدها في منطقة العمرانية، بعد أسابيع من تحقيقات موسعة بدأت عقب مشادة داخل إحدى المدارس الإعدادية بالطالبية.
تطورات قضية الاعتداء الجماعي على أسرة في الجيزة
الحكم الصادر عن المحكمة جاء بعد إحالة النيابة العامة للمتهمين في القضية المعروفة إعلاميًا ب«فتاة ترسا»، والتي أثارت تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول مشاهد مصورة للاعتداء عبر كاميرات مراقبة.
تعود الواقعة إلى يوم دراسي اعتيادي في شهر رمضان الماضي، حينما نشب خلاف بين تلاميذ أمام مدرسة إعدادية، سرعان ما تطور إلى اشتباك بالأيدي، فيما أفاد أسرة الطالبة «ر» أن أحد التلاميذ اتُهم برشّ المياه على زميلة له خلال الاستراحة، الأمر الذي تسبب في مشادة تحولت لاحقًا إلى شجار طال شقيقته التوأم، وسقوطها أرضًا.
في محاولة لاحتواء الأمر، استدعت إدارة المدرسة أولياء الأمور، وعُقد اجتماع لتهدئة الموقف، لكن النقاشات المتوترة كانت مقدمة لتصعيد أعنف، خلال ساعات من انتهاء اليوم الدراسي، تجمّع عدد من الأشخاص أمام منزل عائلة الطالبة، في شارع متفرع بمنطقة العمرانية.
عند اقتراب الأخت الكبرى «نور» من مدخل البناية، فوجئت بحشد يترقب وصول والدها، دقائق بعد ذلك، وصل الأب «يحيى» بصحبة ابنه، واندلعت مشادة تحولت إلى اعتداء، استخدم فيه المعتدون الأيدي والعصي، فيما أُشيع بينهم تهديدات بخلع ملابس الشابة أمام المارة، بحسب ما وثقته إفاداتها.
حاول الأب حماية ابنته، لكنه تعرض لاعتداء مزدوج، أحد المعتدين لوّح بسكين في وجهه، وآخرون انهالوا عليه بالضرب حتى فقد الوعي، بينما كانت «نور» تحاول الفرار باستخدام المصعد، سحبها المعتدون من داخله، وانهالوا عليها بالضرب أمام مدخل العقار.
الشرطة انتقلت إلى مكان الحادث بعد تلقيها بلاغًا من العائلة، وعثرت على آثار دماء، فيما راجعت كاميرات المراقبة التي أظهرت لحظة الاعتداء بالتفصيل.
باشرت نيابة العمرانية التحقيقات، وأمرت بضبط وإحضار المتورطين، وخلال 24 ساعة، ألقت قوات الأمن القبض على 5 متهمين، فيما بقي اثنان في حالة فرار، قبل أن تصدر النيابة العامة قرارها بإحالتهم إلى المحاكمة العاجلة في القضية رقم 4216 لسنة 2025 جنح العمرانية.
الحكم في القضية المعروفة إعلاميًا ب فتاة ترسا
وجهت النيابة للمتهمين ارتكاب جرائم: البلطجة، وفرض السيطرة، وترهيب المواطنين، والتعدي بالضرب، وحيازة سلاح أبيض، وخلال التحقيقات، قدم الدفاع عن المتهمين رواية تفيد بأن الحادث كان رد فعل على ما حدث داخل المدرسة، لكن المقاطع المصورة وثّقت الاعتداء الجماعي بوضوح.
الضحية الشابة قالت في أقوالها إن الاعتداء لم يكن نتيجة مشاجرة عابرة، بل بدا كأنه محاولة ترهيب منظمة بحق الأسرة، وأضافت أنها لا تزال تعاني من الكدمات الجسدية والصدمات النفسية: «مافيش حاجة تبرر اللي حصل».
أما والدها، الذي خضع للعلاج، فأكد في محضر التحقيق أن ما وقع «لم يكن مجرد شجار، بل هجوم جماعي استهدف أسرته بشكل ممنهج»، مشيرًا إلى أن المتهمين حضروا إلى منزله بنية الاعتداء.
ومع ختام التحقيقات، أصدرت المحكمة حكمها بحبس المتهمين ال7 سنوات مع الشغل والنفاذ.