الإمارات تتوسط في عملية تبادل أسرى بين روسيا وأمريكا.. هل تتصدى الدبلوماسية لعاصفة العقوبات والحروب؟

أعربت وزارة الخارجية الإماراتية عن تقديرها للثقة التي أولتها الحكومتان الأمريكية والروسية لاختيار أبوظبي مقرًا لثاني عملية تبادل للأسرى تتم منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى منصبه في يناير الماضي، ما يؤكد مساعي موسكو وواشنطن إلى توثيق العلاقات بعد أعوامٍ من التوترات الدبلوماسية واحتدام المواجهة الاقتصادية بين البلدين.
تبادل أسرى في أبو ظبي
وفقًا لوكالة أنباء الإمارات، لعبت وزارة الخارجية دورًا هامًا في تسهيل عملية التبادل بين مواطن روسي وآخر أمريكي، بحضور ممثلين من كلا البلدين في أبوظبي، وعلّقت الوزارة في بيانها يوم الخميس على اختيار الأراضي الإماراتية لعملية تبادل الأسرى بأنه يعكس علاقات الصداقة الوثيقة بين الطرفين.
وأفرجت موسكو عن راقصة الباليه الأمريكية الروسية كسينيا كاريلينا، التي حُكم عليها بالسجن لمدة 12 عامًا بتهمة الخيانة، وفي المقابل أفرجت الولايات المتحدة عن آرثر بيتروف، وهو مواطن روسي ألماني كان يواجه عقوبة تصل إلى 20 عامًا في سجن أمريكي لانتهاكه ضوابط التصدير، والذي تم اعتقاله في قبرص عام 2023 بناءً على طلب واشنطن بتهمة تصدير إلكترونيات دقيقة وحساسة.
خطوة جديدة في سبيل التهدأة بين روسيا وأمريكا
ذكرت وكالة «فرانس برس» أن مدير وكالة المخابرات الأمريكية المركزية، جون راتكليف، كان حاضرًا في مطار أبوظبي، حيث تم التبادل صباح الخميس، وقالت متحدثة باسم «المخابرات المركزية» لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن هذا التبادل يُظهر أهمية إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة مع روسيا، على الرغم من التحديات العميقة في العلاقات الثنائية.
وأضافت: «بينما نشعر بخيبة أمل إزاء استمرار احتجاز أمريكيين آخرين ظلماً في روسيا، فإننا نرى هذا التبادل خطوة إيجابية وسنواصل العمل من أجل إطلاق سراحهم جميعًا».
مع العلم أن روسيا لم تؤكد بعد عملية التبادل تلك، التي تعبرعن سعى ترامب وبوتين إلى استعادة العلاقات الوثيقة بين البلدين التي تضررت بشدة جراء الحرب الروسية الأوكرانية.
وخلال الأسابيع الماضية عُقدت عدة اجتماعات بين الجانبين، مع جولة جديدة من المحادثات بدأت يوم الخميس في إسطنبول بشأن استعادة بعض عمليات السفارة التي تم تقليصها عقب غزو أوكرانيا.
راقصة باليه مقابل مهندس إلكترونيات
بفضل عملية التبادل تلك، لن تكمل الأسيرة الأمريكية المحررة كسينيا كاريلينا (34 عامًا) الباقي من عقوبة السجن لمدة 12 عامًا بسب تبرعها بحوالي 50 دولارًا لجمعية خيرية أمريكية تدعم أوكرانيا، وأُلقي القبض عليها في مدينة «يكاترينبورج» في جبال الأورال الروسية في يناير 2024 خلال رحلة لزيارة عائلتها، وفقًا لصحيفة «ذا ناشيونال نيوز».
أما الأسير الروسي المحرر آرثر بيتروف فاتهمته السلطات الأمريكية بتصدير مكونات إلكترونية بشكل غير قانوني إلى روسيا للاستخدام العسكري، في انتهاك للعقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو بسبب النزاع في أوكرانيا.
وفي منتصف فبراير الماضي وبعد اتصال هاتفي بين بوتين وترامب، أفرجت روسيا عن كالوب واين بايرز، وهو مواطن أمريكي يبلغ من العمر 28 عامًا، أُلقي القبض عليه في مطار بموسكو بتهمة نقل مواد مخدرة، كما تبادلت واشنطن وموسكو المعلم الأمريكي مارك فوجل بخبير الكمبيوتر الروسي ألكسندر فينيك منذ شهرين.