الاستيقاظ المفاجئ في منتصف الليل، وتحديدًا بين الساعة الثانية والثالثة فجرًا، يعد تجربة مألوفة لعدد كبير من الأشخاص، ورغم أن البعض يرجع الأمر إلى القلق أو الأحلام، إلا أن السبب الحقيقي قد يكون أعمق مما نعتقد. وبحسب تقرير نشره موقع «times of India»، فإن استيقاظك في هذه الساعات قد يكون مرتبطًا بعدة عوامل، منها هرمونات الجسم، والعادات اليومية، وحتى الطريقة التي يتعامل بها جسمك مع التوتر. هرمون التوتر «الكورتيزول» يوقظك دون أن تدري يلعب الكورتيزول، المعروف بهرمون التوتر، دورًا رئيسيًا في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ، وفي الظروف الطبيعية، يرتفع الكورتيزول صباحًا ليساعد على الاستيقاظ، ثم ينخفض تدريجيًا خلال اليوم ليصل لأدنى مستوياته ليلًا. لكن في حال كنت تعاني من القلق أو الضغط النفسي، فإن مستويات الكورتيزول قد ترتفع أثناء الليل، مما يؤدي إلى استيقاظ غير مرغوب فيه، وهنا يكون الحل في تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل، قبل النوم، لتنظيم هذا الهرمون وتحسين جودة النوم. اضطراب الهرمونات وتأثيره على النوم لدى النساء، تلعب التغيرات الهرمونية دورًا واضحًا في اضطرابات النوم، وخصوصًا خلال فترة انقطاع الطمث، بينما التعرق الليلي والهبات الساخنة يمكن أن يوقظا المرأة في منتصف الليل، وغالبًا في نفس التوقيت يوميًا. ويمكن علاج هذه التغيرات، سواء من خلال نمط الحياة الصحي أو العلاجات الهرمونية، أن يعيد الاستقرار لنمط النوم. القلق حين يتحول الليل إلى وقت التفكير المزعج في هدوء الليل قد تأخذ الأفكار السلبية مساحة أكبر في أذهاننا، فغياب المشتتات يجعل العقل يتأمل كل ما يثير القلق، ما يؤدي إلى الاستيقاظ، وهنا تظهر أهمية التمارين الذهنية مثل الكتابة قبل النوم، أو ممارسة التأمل، لتفريغ القلق من العقل وتهدئته. عادات مسائية قد تفسد ليلتك دون أن تدرك: تناول أطعمة ثقيلة أو حارة أو مشروبات منبهة كالقهوة والشاي قبل النوم، يمكن أن يؤدي إلى عسر الهضم أو يقظة مفرطة. التحديق في الهواتف أو الشاشات قبل النوم يؤثر على إفراز هرمون الميلاتونين، مما يخل بجودة النوم ويزيد فرص الاستيقاظ فجأة. اضطراب الساعة البيولوجية «خلل التوقيت الداخلي» يعمل الجسم وفق ساعة داخلية تُعرف بالساعة البيولوجية، وهي التي تنظم وقت النوم والاستيقاظ، لكن مع تغيير مواعيد النوم باستمرار، أو العمل بنظام الورديات، يحدث اختلال في هذه الساعة مما يسبب الاستيقاظ الليلي. ويعد الالتزام بمواعيد نوم واستيقاظ ثابتة، وتجهيز بيئة هادئة للنوم، أمرا يعيد التوازن لهذه «الساعة الداخلية».