من المعروف أن النوم الكافي أمر حيوي للحفاظ على الصحة ومع ذلك، يواجه الكثير من الناس صعوبات في الحصول على نوم كاف وذي جودة عالية. ووفقاً ل"سبوتنيك عربي" كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة ساراتوف الوطنية للأبحاث في روسيا، قام العلماء بتحليل العلاقة بين عمليات النوم واليقظة من جهة، والهرمونات المسؤولة عن التوتر (الكورتيزول) من جهة أخرى. اقرأ أيضاً| ماذا يحدث لجسمك عندما تنام أقل من 7 ساعات يوميًا؟ يتبع جسم الإنسان إيقاعًا داخليًا يُعرف بالساعة البيولوجية أو الساعة الحيوية، حيث ينظم عمليات مختلفة في الجسم مثل النوم واليقظة وغيرها من العمليات الفسيولوجية الأخرى، وخلال هذا الايقاع يساعد هذا النظام الداخلي على تحسين الأداء البدني والعقلي للإنسان وتحقيق التوازن والصحة العامة. كما تمكن الباحثون من تحليل العلاقة بين تبديل النوم واليقظة وديناميكيات إفراز الكورتيزول، وأظهر النموذج أنه في ظل ظروف معينة، قد تؤدي زيادة نشاط هرمون الكورتيزول إلى اختلال الساعة البيولوجية للجسم وعدم التزامن الداخلي التلقائي، مما ينتج عنه اضطرابات في النوم والتعب وتغيرات في الشهية وأعراض أخرى. وأظهرت الدراسة أن الجسم لديه القدرة على تعويض اضطرابات النوم فمع انحرافات بسيطة عن أنماط النوم الطبيعية، يستطيع الجسم استعادة الإيقاع المضطرب في غضون أيام قليلة. وأكد الباحثون على أهمية تأثير الكورتيزول على دورة النوم والاستيقاظ في العالم الحديث، حيث أن الإجهاد المتكرر وسرعة وتيرة الحياة والتحولات الليلية في العمل وغيرها من العوامل تؤثر على إيقاع إفراز الكورتيزول، مما ينعكس على نوعية النوم. وأشارت الدراسة إلى أن إيقاعات الساعة البيولوجية والتنظيم الهرموني مترابطان بشكل وثيق ويمكنهما تعويض وتعزيز بعضهما البعض، مما يضمن تكيف الجسم مع التغيرات البيئية.