أوضح الإمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، أهمية اسم الله «الحكيم»، وأشار إلى أن الحكمة في مفهومها العميق توازي السنة النبوية في معانيها ودلالاتها. وبين، «الطيب» خلال برنامجه «الامام الطيب» المذاع عبر فضائية «الحياة»، أن الحكمة تحمل في طياتها العديد من المعاني المتنوعة التي تصل إلى خمسة عشر معنى، ومن بينها: القرآن الكريم، والسنة النبوية، والنبوة، مضيفًا أن الحكمة ترتبط ارتباطًا وثيقًا ب «جوامع الكلم»، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «أوتيت جوامع الكلم»، مشيرًا إلى أن جوامع الكلم هي تلك الألفاظ القليلة التي تحمل معاني عميقة ومؤثرة في الوقت نفسه. كما أشارشيخ الازهر إلى أن الحكمة تمثل المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في أكثر من موضع في القرآن: «يُعَلِّمُهُمُ الكتابَ وَالحِكْمَةَ»، مؤكدًا أن الحكمة تتجسد في السنة النبوية التي تفسر وتكمل معاني القرآن، وأنها في كثير من الأحيان تأتي مكملة له، مما يجعل من السنة النبوية جزءًا لا يتجزأ من التشريع الإلهي. ولفت في تفسيره لكلمة «الحكيم» باعتبارها من أسماء الله الحسنى، إلى أن الحكمة لا تعني الانشغال بالتفاصيل الجزئية بل تدور حول التعامل مع القضايا الكبرى، حيث يُمنح الإنسان الحكيم قدرة استثنائية على التعبير عن معاني عظيمة في كلمات قليلة لكنها مؤثرة وقوية. وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم هو المثال الأسمى لهذه الحكمة، حيث كان أوتي جوامع الكلم كأحد خصائص نبوته، وكانت حكمته في تعبيراته وسلوكه نموذجًا رفيعًا لما ينبغي أن يكون عليه الإنسان الحكيم في سعيه لتحقيق العظمة والتأثير في الناس. وتابع أن الحكمة والسنة النبوية تمثلان حجر الزاوية في التشريع الإسلامي، وأن كل كلمة من كلمات النبي صلى الله عليه وسلم كانت تفيض بالحكمة التي تهدف إلى إصلاح الإنسان والمجتمع.