قالت الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إن المجلة الصحية لشرق المتوسط خصصت إصدارين لقطاع غزة: يتناولان آثار الحرب على الصحة، ويقدمان بينات علميةً وتوصيات عمليةً بشأن السياسات وجهود الدعوة والتدخلات، ويوفران أساسًا للبحوث المستقبلية.وأشجعكم جميعًا على الاطلاع عليهما في الموقع الإلكتروني للمجلة. وقد صدر أولهما بالفعل، أما الثاني فمن المقرر أن ينشر في أبريل. وأوضحت بلخي، خلال الإحاطة الصحفية بخصوص الطوارئ الصحية، اليوم، أن الجميع استمع صباح اليوم إلى تقارير مثيرةً للقلق عن موجات من الغارات الجوية عمت قطاع غزة، مع ورود تقارير غير مؤكدة تشير إلى مقتل المئات، متبعة حديثها، قائلة: «أكرر النداء الذي وجهه منسق الشؤون الإنسانية من أجل وضع حد للأعمال العدائية، ومواصلة تقديم المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الرهائن، واستعادة الخدمات الأساسية وتوفير سبل العيش للناس. وهذا هو السبيل الوحيد للمضي قدمًا». وأشارت في حديثها إلى شهر رمضان الحالي هو الثاني لها منذ أن توليها منصبها هذا، مقدمة التهنئة بهذا الشهر المبارك، قائلة: «كنت أتمنى أن يكون الجميع في رمضان في أتم صحة وأحسن عافية، لكن كثيرًا من سكان إقليم شرق المتوسط يعانون في ظل أزمات وصراعات ما زالت قائمةً، وها هو عيد الفطر قد اقترب، والملايين من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء في إقليمنا تحاصرهم أزمات لا تحصى، ولن يستطيعوا الاحتفال بالعيد مثل غيرهم، إذ يحتاج ما يقدر بنحو 110 ملايين شخص إلى مساعدات عاجلة، وهو ما يمثل ثلث العبء الإنساني العالمي». وتابعت أن منظمة الصحة العالمية تستجيب حاليًا وبفعالية لطوارئ مصنفة بلغ عددها 16 طارئةً في جميع أنحاء الإقليم، منها سبع أزمات إنسانية معقدة، وتواجه 50 فاشيةً للأمراض، وترصد في الوقت نفسه 61 حدثًا آخر من أحداث الصحة العامة. وأوضحت بلخي أن ست من هذه الطوارئ تصنف من الدرجة الثالثة -أي أكثر مستويات الأزمات حدةً- وهو ما يتطلب توفير استجابة كبرى من المنظمة، وقالت في تذا الشأن «نحن نعمل في جميع أنحاء الإقليم، جنبًا إلى جنب، مع الحكومات لتعزيز القدرات على الوقاية من الطوارئ الصحية، والتأهب لها، والكشف عنها، والاستجابة لها، والتعافي منها». واستكملت حديثها بأنه بدون إتاحة نظم الترصد والإنذار المبكر بقيادة المنظمة، فسوف تنتشر الأمراض في الخفاء مدةً أطول، الأمر الذي يزيد تعرضنا للفاشيات والجوائح.وبدون توافر الفرق الطبية في حالات الطوارئ، فلن تتمكن البلدان التي تعاني من ضعف النظم الصحية من إدارة الأزمات الواسعة النطاق، وبدون سلسلة الإمداد والدعم اللوجستي اللذين توفرهما المنظمة كملاذ أخير، فسوف ينفد مخزون الوقود والمستلزمات والأدوية الأساسية والأكسجين في المستشفيات الموجودة في مناطق النزاع. وتابعت أنه بدون تقديم المساعدة التقنية لإدارة الفاشيات، فستكون مكافحة الأوبئة أصعب، ونفقد مزيدًا من الأرواح، وبدون دعم برامج التمنيع الحيوية، فسيكون الملايين معرضين لخطر الإصابة بالأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، وبدون الدور الرئيسي الذي تضطلع به منظمة الصحة العالمية في إدارة التهديدات البيولوجية والمخاطر الكيميائية وسلامة المختبرات، فسيكون العالم أقل استعدادًا للهجمات البيولوجية والفاشيات المرتبطة بالمختبرات. وقالت إنه في كل يوم، بدءًا من مكافحة الكوليرا في اليمن، ومرورًا بالتدبير العلاجي لسوء التغذية الحاد الوخيم في السودان، وانتهاءً بتوفير رعاية المصابين بالرضوح في غزة، يسهم عمل المنظمة في توفير الحماية للضعفاء، وإنقاذ الأرواح. وقالت بلخي في الإحاطة الصحفية: «أود في هذا المقام أن أوجه كلمةً بشأن الانتقادات التي وجهت إلى المنظمة، وبيان جهودنا في الرد عليها، فنحن نأخذ تلك الانتقادات على محمل الجد، فعلى مر السنين، أجرينا إصلاحات لتعزيز المساءلة والفعالية: فقد عززنا نظم إدارة الأحداث والتنسيق بين الدول الأعضاء، وبسطنا العمليات حتى نستطيع الاستجابة بوتيرة أسرع. وأجرينا تحسينات وإصلاحات عديدةً، وما زال المجال مفتوحًا للمزيد والمزيد». وتابعت قائلة: «إن أولويتي منذ تقلدت منصب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط هي تحقيق نتائج ملموسة للدول الأعضاء، ولقد شرعت منذ العام الماضي، بعد تسلمي مهام منصبي، في عملية إصلاح شاملة لضمان أن يدعم هيكلنا التنظيمي رؤيتنا، وأن يتوافق التوظيف في المكتب مع الوظائف اللازمة لتنفيذ برنامج العمل العام الرابع عشر في إقليمنا». وقالت في حديثها: «قد أكملنا استعراضات للمكاتب الرئيسية، مثل العراق واليمن، لتصحيح حجم عملياتنا. وعملنا مع المديرين والممثلين القطريين على استعراض الوظائف الأساسية.وقد سعينا من قبل إلى تحسين الموارد، والتخلص من الازدواجية، وإلغاء الوظائف الشاغرة التي يمكننا العمل من دونها، ولا سيما على مستوى المديرين. وسنبدأ خلال الأسابيع المقبلة عمليةً جديدةً لتخطيط تعاقب ممثلي المنظمة وتعيينهم، لضمان وجود الأشخاص المناسبين في المكان المناسب وفي الوقت المناسب، بما يحقق أفضل الحصائل الصحية الممكنة.وستقلل العملية الجديدة الحاجة إلى اتخاذ ترتيبات أداء الأعمال، وضمان سلاسة عملية التسليم، والحفاظ على استمرارية العمليات».