حذرت منظمة الصحة العالمية من تدهور الأوضاع الصحية في إقليم شرق المتوسط، حيث يواجه 110 ملايين شخص أزمات إنسانية حادة تستلزم مساعدات عاجلة، وهو ما يمثل ثلث العبء الإنساني العالمي. وضع صحي متدهور في الإقليم خلال إحاطة صحفية حول الطوارئ الصحية، أكدت الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن المنظمة تواجه 16 حالة طوارئ صحية، بينها سبع أزمات إنسانية معقدة، و50 تفشٍ للأمراض، إلى جانب 61 حدثًا صحيًا آخر قيد المراقبة. وأشارت إلى أن ستة من هذه الطوارئ مصنفة بالدرجة الثالثة، وهي الأكثر حدة، مما يستدعي استجابة كبرى من المنظمة، مؤكدةً أن استمرار النزاعات والأزمات يعرّض ملايين الأرواح للخطر، خاصة في السودان وسورياوأفغانستان. نقص التمويل يهدد الأرواح كشفت بلخي عن أن نقص التمويل يعيق جهود الاستجابة الإنسانية، حيث لم يتم تمويل استجابة المجموعة الصحية في السودان سوى بنسبة 5.6%، رغم احتياج 20 مليون شخص إلى رعاية صحية عاجلة، فيما تواجه منظمة الصحة العالمية في سوريا عجزًا يتجاوز 80%، مما يهدد استمرار الخدمات الصحية. وفي أفغانستان، قد يؤدي نقص التمويل إلى إغلاق 80% من خدمات الرعاية الصحية الأساسية التي تدعمها المنظمة بحلول يونيو 2025، مما يعرض ملايين الأشخاص للخطر. انسحاب الولاياتالمتحدة.. ضربة موجعة للصحة العالمية وتطرقت بلخي إلى إعلان الولاياتالمتحدة انسحابها من تمويل المنظمة، مؤكدةً أن هذا القرار سيؤثر بشكل هائل على الجهود الصحية عالميًا، لا سيما في مناطق الأزمات. وأوضحت أن الولاياتالمتحدة كانت توفر 18% من ميزانية المنظمة الثنائية لعامي 2024-2025، بالإضافة إلى تمويل برامج حيوية مثل مكافحة شلل الأطفال وتعزيز ترصد الأمراض. وأكدت المديرة الإقليمية أن هذه الأزمة تبرز الحاجة إلى تنويع مصادر التمويل، داعية الدول القادرة إلى زيادة مساهماتها في دعم الجهود الصحية العالمية. إصلاحات داخلية لتعزيز الفعالية ردًا على الانتقادات الموجهة للمنظمة، شددت بلخي على أن منظمة الصحة العالمية أجرت إصلاحات جوهرية لتعزيز المساءلة والشفافية، مشيرةً إلى استعراض هيكل المكاتب الرئيسية مثل العراق واليمن، وإعادة تقييم الوظائف لضمان تحقيق أعلى مستويات الكفاءة والاستجابة السريعة للأزمات. اقرأ أيضا| «الصحة العالمية» تُسلم الكونغو الديمقراطية تطعيمات المضادة للأوبئة دعوة عاجلة لإنقاذ الأرواح اختتمت بلخي إحاطتها بدعوة المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء النزاعات، وتوفير التمويل اللازم لدعم الاستجابة الصحية في المناطق الأكثر تضررًا، مؤكدةً أن تخفيف معاناة الشعوب يجب أن يكون أولوية قصوى. وأضافت: "إن لم نستطع إنهاء الحروب، فعلينا على الأقل تقليل معاناة ضحاياها. الصحة حق أساسي".