رفض التهجير وإعادة الإعمار.. ماذا ننتظر من القمة العربية الطارئة اليوم؟

تستضيف القاهرة، اليوم الثلاثاء، القمة العربية الطارئة لبحث تطورات القضية الفلسطينية، وسط ترقب واسع لمخرجات القمة، التي تأتي في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وطرح مقترحات أمريكية وإسرائيلية لإعادة تشكيل الوضع في القطاع، بما في ذلك إعادة الإعمار ومصير حكم غزة.
وقبل انعقاد القمة بشهر، أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجدل بتصريحاته حول نيته «السيطرة على قطاع غزة وإعادة إعماره بعد تهجير سكانه إلى مناطق أخرى»، مدعيًا أن المشاريع الاقتصادية ستحول غزة إلى «ريفيرا الشرق الأوسط»، الأمر الذي رفضته الدول العربية، مما دفع مملكة البحرين للدعوة لعقد قمة عربية طارئة في القاهرة.
وفي 21 فبرابر الماضي، شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في اجتماع غير رسمي، في المملكة العربية السعودية، حول القضية الفلسطينية، وذلك بمشاركة قادة كل من مصر، السعودية، الإمارات، قطر، الكويت، والأردن، وولي عهد البحرين.
ماذا ننتظر من هذه قمة القاهرة؟
يرى محمد حامد، مدير منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية أن «القمة العربية يجب ألا تقتصر على بيانات الشجب والإدانة»، مشيرًا إلى أن هناك تعويل على «خروجها بوثيقة شاملة تحدد خطوات عملية لمواجهة المخططات الأمريكية والإسرائيلية».
وحول أبرز ملامح تلك الوثيقة، أوضح مدير منتدى شرق المتوسط ل «المصري اليوم» أن مصر ستؤكد على «رفض التهجير وإعادة الإعمار داخل القطاع لضمان بقاء الفلسطينيين في أراضيهم»، كما أنها ستسعى «لخلق بدائل سياسية في قطاع غزة».
وأردف حامد أن «قرار الاحتلال بإيقاف دخول المساعدات إلى غزة خلال شهر رمضان وتعنت حكومة نتنياهو، سيضعان ضغوطًا كبيرة على مصر والقمة العربية لإيجاد حلول سريعة وعملية».
من جانبه، قال محمود أبوحوش، الخبير في العلاقات الدولية، إن «القمة تسعى إلى صياغة موقف عربي موحد ضد خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير سكان قطاع غزة».
وأضاف «أبوحوش» في تصريحات ل «المصري اليوم» أنه من المتوقع خروج القمة بعدد من المخرجات على رأسها «إصدار وثيقة رسمية تؤكد رفض التهجير القسري للفلسطينيين، وضغط دبلوماسي وسياسي لمواجهة هذه الخطة».
كما لفت إلى أن القمة تهدف إلى «دعم قطاع غزة من خلال إطلاق مبادرات عربية ودولية لإعادة الإعمار، مع تعزيز مشاريع اقتصادية توفر فرص عمل للفلسطينيين»، مشيرًا إلى أن مصر تلعب دورًا رئيسيًا في جهود إعادة الإعمار بتمويل خليجي.
وأكد «أبوحوش» أن القمة العربية ستهدف إلى إجراء «تنسيق مع الأطراف الدولية والإقليمية لضمان رفض أي محاولة لفرض حلول قسرية على الفلسطينيين».
وأضاف الخبير في العلاقات الدولية أن «إدانة الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة وخرق الهدنة ستكون أحد مخرجات القمة، إلى جانب تعزيز الدعم السياسي للسلطة الفلسطينية وتوحيد الموقف الفلسطيني».
واختتم أبوحوش قائلًا إن «القمة تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة العرب على التحرك المشترك، وستحدد شكل التعامل العربي مع القضية الفلسطينية في الفترة المقبلة».
جدول أعمال القمة العربية الطارئة
بحسب جدول أعمال القمة الطارئة المرسل من المندوبية الدائمة لمصر إلى أمانة الجامعة العربية، يبدأ استقبال رؤساء الوفود المشاركة، الثلاثاء في الثالثة عصرًا بتوقيت القاهرة، وتنطلق أعمال الجلسة الافتتاحية في الرابعة والنصف، وبعد مأدبة الإفطار الرمضاني المقامة على شرف الوفود المشاركة، ويتم عقد جلسة مغلقة، ثم جلسة ختامية وتنتهي أعمال القمة في الثامنة والنصف مساء، بإعلان البيان الختامي والقرارات التي تم الاتفاق عليها.