يتوافد مئات آلاف من الفلسطينيين خلال شهر رمضان الكريم لأداء الصلاة في الحرم القدسي، لا سيما صلاة التراويح والجمعة التي تشهد جموعًا غفيرة من المصلين يبثون الرعب في صدور قوات الاحتلال الإسرائيلي الذي يشدد قيوده كل عام تزامنًا مع شهر الصوم لدى المسلمين. الاحتلال يجدد القيود كل عام قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد منسر خلال مؤتمر صحافي يوم أمس الخميس، إن أداء الصلاة في المسجد الأقصى بالقدس المحتل سيخضع لقيود أمنية وصفها ب«الاعتيادية»، مشيرًا إلى أن سلطات الاحتلال لن تقبل أن يسعى مجموعة من الناس إلى إثارة العنف والتخطيط لهجمات على أي شخص آخر من خلال تجمعاتهم. وأضاف: «القيود المعتادة للسلامة العامة ستظل كما كانت كل عام»، دون أن يحدد حجم نشر الشرطة هذا العام الذي يتزامن فيه شهر رمضان مع اتفاق وقف إطلاق النار الهش في غزة، والذي جرى توقيعه بعد أن أدى العدوان الإسرائيلي إلى استشهاد أكثر من 48 ألف فلسطيني على الأراضي المحتلة. تطور الأوضاع بعد الحرب في العام الماضي، وفي خضم حرب الإبادة الجماعية على غزة، فرضت الحكومة الإسرائيلية قيودًا على زوار المسجد الأقصى، وخاصة الفلسطينيين القادمين من الضفة الغربيةالمحتلة، ولم يسمح إلا للرجال فوق سن 55 عاما، وللنساء فوق سن 50 عاما، بدخول أولى القبلتين «لأسباب أمنية»، فيما حظر على الأطفال ممن تزيد أعمارهم عن 10 سنوات التواجد داخل الأقصى، في حين انتشر آلاف من عناصر شرطة الاحتلال في أنحاء البلدة القديمة في القدس، وفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز». ومع تطورات الصراع بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023، أصبح الوضع أكثر تأزمًا وتعقيدًا بالأراضي المقدسة لدى المسلمين، فالمسجد الأقصى الذي يمثل رمزاً للهوية الفلسطينية، كانت توجه إليه الوجوه في كل صلاةٍ قبل أن يحوّل الله القِبلة إلى الكعبة المشرفة، وهو ثالث المساجد التي تُشد لها الرحال بعد الحرم المكي والمسجد النبوي الشريف. التعصب الديني في إسرائيل بموجب الوضع القائم بعد احتلال إسرائيل القدسالشرقية في 1967، يمكن لليهود أن يزوروا الحرم القدسي، لكن لا يُسمح لهم بالصلاة فيه، وهو الموقع الذي يقدسونه باعتباره موقع معبدهم الثاني الذي دمره الرومان في عام 70 بعد الميلاد. وفي السنوات الأخيرة، عارض عدد متزايد من القوميين اليهود المتطرفين هذا القرار، بما في ذلك السياسي اليميني المتطرف إيتامار بن جفير الذي دنّس الأراضي المقدسة علانية خلال فترة عمله وزيرًا للأمن القومي في عامي 2023 و2024، قبل أن يقدم استقالته اعتراضًا على وقف إطلاق النار في غزة. وقد أعلنت حكومة الاحتلال في عدة مناسبات أنها تنوي الحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف، أن تتولى إدارته دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن، بينما تسيطر القوات الإسرائيلية على مداخله. وفي الأعوام الأخيرة وقعت اشتباكات عنيفة في المسجد الأقصى بين فلسطينيين وقوات أمن الاحتلال خلال شهر رمضان.