كشف تقرير حديث أن نحو 24٪ من الشركات تبنت حلول الذكاء الاصطناعى التوليدى بحلول أكتوبر 2024، بعد أن كانت النسبة لا تتجاوز ال 6٪ من قبل. وحذر التقرير، الذى صدر تحت عنوان «تطوير الذكاء الاصطناعى التوليدى المستدام»، من الأبعاد البيئية للذكاء الاصطناعى، موضحًا أنه على الرغم من قدرة الذكاء الاصطناعى على تعزيز النمو وتحقيق كفاءة فى استهلاك الطاقة ودعم مبادرات الاستدامة، فإن الذكاء الاصطناعى التوليدى يتطلب معالجة كميات هائلة من البيانات واستخدام طاقة حسابية كبيرة، مما يستهلك كميات كبيرة من الكهرباء والمياه والموارد الأخرى. وبناءً على ذلك، يعتقد 48٪ من كبار المسؤولين التنفيذيين للشركات أن استخدام الذكاء الاصطناعى التوليدى أدى إلى زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة، ومن المتوقع أن يستمر هذا الأثر الكربونى فى التزايد. وتتوقع المؤسسات التى تقيس حاليًا أثرها الناتج عن الذكاء الاصطناعى التوليدى أن يرتفع متوسط نسبة هذه الانبعاثات من إجمالى انبعاثات الكربون لديها من 2.6٪ إلى 4.8٪ خلال العامين المقبلين. وأشار التقرير إلى اتجاه الشركات إلى التخفيف من هذا الأثر من خلال الاعتماد بصورة أكبر على مصادر الطاقة المتجددة وتحسين البنية التحتية للذكاء الاصطناعى. وبحسب التقرير، الذى أصدره معهد كابجيمينى للأبحاث، فإن هناك جانبًا كبيرًا من الشركات لا يضع فى اعتباره البعد البيئى لمخاطر الذكاء الاصطناعى، بينما أفاد 12٪ فقط من كبار المسؤولين التنفيذيين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعى التوليدى بأن مؤسساتهم تقيس الأثر البيئى لاستخدامها، فى حين أن 38٪ فقط على دراية بهذا الأثر. وأكد التقرير أن الشركات تسعى للحفاظ على قدرتها التنافسية، وتركز على قياس تأثير نماذج الذكاء الاصطناعى التوليدى على الأداء وقابلية التوسع والتكلفة، بينما تبقى الاستدامة «أولوية هامشية». يشير خُمس المديرين التنفيذيين إلى أن الأثر البيئى للذكاء الاصطناعى التوليدى من بين أهم خمسة عوامل عند اختيار أو بناء نماذج الذكاء الاصطناعى التوليدى، بينما يدرك أكثر من نصفهم أن تضمين الاستدامة كمعيار أساسى فى اختيار الموردين لجميع المتطلبات المتعلقة بالذكاء الاصطناعى التوليدى من شأنه تقليل الأثر البيئى. ومع تزايد الوعى بالأثر البيئى لهذا النوع من الذكاء الاصطناعى، بدأت حوالى 31٪ من الشركات فى دمج تدابير الاستدامة فى دورة حياة الذكاء الاصطناعى التوليدى. فعلى سبيل المثال، أكثر من نصف هذه الشركات تستخدم نماذج أصغر حجمًا وتزود البنية التحتية للطاقة بمصادر متجددة أو تخطط للقيام بذلك خلال الأشهر الاثنى عشر المقبلة. ومع ذلك، فإن معظم المؤسسات تعتمد بشكل كبير على شركائها التكنولوجيين لمعالجة الأثر البيئى، حيث يعتمد أكثر من ثلاثة أرباعها على النماذج المسبقة التدريب، بينما يقوم 4٪ فقط بتطوير نماذجهم الخاصة من البداية. بالإضافة إلى ذلك، يجد ما يقرب من ثلاثة أرباع المسؤولين التنفيذيين صعوبة فى قياس الأثر البيئى للتكنولوجيا بسبب نقص الشفافية من الموردين، فى ظل غياب منهجية واضحة لتقييم هذا الأثر. وشدد التقرير على ضرورة التأكد من معايير الاستدامة والحفاظ على البيئة إذا أردنا أن يكون الذكاء الاصطناعى التوليدى قوة دافعة لتحقيق نمو فى الأعمال. كما يجب أن يكون هناك حوار على مستوى السوق حول التعاون فى البيانات، مع وضع معايير صناعية شاملة لكيفية احتساب الأثر البيئى للذكاء الاصطناعى، ما يساعد قادة الأعمال على اتخاذ قرارات أكثر وعيًا ومسؤولية، والحد من هذه التأثيرات. وقال سيريل جارسيا، رئيس خدمات الاستدامة العالمية والمسؤولية المؤسسية فى كابجيمينى وعضو المجلس التنفيذى للمجموعة: «يملك الذكاء الاصطناعى القدرة على تسريع تحقيق الأهداف التجارية والمبادرات المستدامة، كما أن هناك خطوات عملية يمكن لقادة الأعمال اتباعها للاستفادة الكاملة من تقنيات مثل الذكاء الاصطناعى التوليدى وتحقيق تأثير إيجابى على المؤسسات والمجتمع والبيئة». ودعا التقرير الشركات إلى إجراء تقييم شامل لكل من العائد المالى والأثر البيئى لمشاريع الذكاء الاصطناعى التوليدى قبل إطلاقها واستخدام تقنيات أقل استهلاكًا للطاقة حيثما أمكن، وتنفيذ ممارسات مستدامة على مدار دورة حياة الذكاء الاصطناعى، بما يشمل الأجهزة والبنية التحتية والطاقة المستخدمة فى مراكز البيانات. وأكد التقرير أنه يمكن أن يُستخدم الذكاء الاصطناعى التوليدى فى تسريع تحقيق أهداف الاستدامة، حيث تشير البيانات إلى أن ثلث المسؤولين التنفيذيين يستخدمون بالفعل الذكاء الاصطناعى التوليدى فى مبادرات الاستدامة، فيما يتوقع ثلثاهم انخفاضًا يتجاوز 10٪ فى انبعاثات الغازات الدفيئة خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة كنتيجة لمبادرات أعمال مستدامة يقودها الذكاء الاصطناعى التوليدى. كما ستكون نماذج الحوكمة متعددة التخصصات والسياسات الفعّالة والتعاون على مستوى الصناعة بين أصحاب المصلحة فى نظام الذكاء الاصطناعى التوليدى ضرورية للمنظمات التى تسعى لتحقيق استخدام آمن وشفاف ومستدام وأخلاقى للذكاء الاصطناعى التوليدى. ويعتقد ما يقرب من ثلثى المديرين التنفيذيين (62٪) أن وجود ضوابط حوكمة قوية يمكن أن يقلل بفعالية من التأثير البيئى للذكاء الاصطناعى التوليدى.