قال الدكتور نزار نزال، المحلل السياسى الفلسطينى، الخبير بالشأن الإسرائيلى، إن الأحداث التى شهدتها منطقة الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر 2023 غيرت بشكل كبير طبيعة الصراع فى المنطقة، وأشار إلى أن أبرز هذه الأحداث كان هجوم 7 أكتوبر وما تلاه من حرب مدمرة على غزة، وانهيار النظام السورى، وتحييد جبهة لبنان. وتوقع نزال فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم» أن تستمر إسرائيل فى حروبها خلال عام 2025، وألا يتوقف إطلاق النار فى المنطقة، وأوضح أن إسرائيل تسعى لتوسيع سيطرتها الجغرافية على حساب السوريين والفلسطينيين فى غزة والضفة الغربية، وفى وقت لاحق من العام 2025 قد تتجه لاجتياح الجنوب اللبنانى وتوسيع سيطرتها على الجغرافيا فى لبنان. وأكد أن المشروع الإسرائيلى مرتبط بأهداف الحركة الصهيونية لإقامة «إسرائيل الكبرى» فى المنطقة، وأشار إلى أن الحروب التى خاضتها إسرائيل فى عامى 2023 و2024 كانت ضد حركات وأحزاب، لكن فى عام 2025، قد تتجه نحو حروب مع دول مثل اليمن وإيران، مما يزيد من احتمالية اندلاع حرب إقليمية فى الشرق الأوسط، وأضاف أن إسرائيل قد تحولت إلى دولة دينية بعد 7 أكتوبر، حيث يسيطر الكهنة والحاخامات ورجال الدين على القرار، وتم تهميش العلمانيين والليبراليين، مما أدى إلى انجراف الشارع الإسرائيلى نحو الصهيونية القومية والدينية وكل المواقف تنبع وتتخذ من قلب التوراة، وأكد أن عام 2025 سيشهد مزيدًا من التصعيد والحروب بين إسرائيل وإيران واليمن، بالإضافة إلى جبهة لبنان. وأوضح نزال، أنه لا يتوقع أن يشهد عام 2025 أى استقرار فى المنطقة، وأشار إلى أن التصعيد سيستمر مع الحوثيين والجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله، بالإضافة إلى استمرار المعارك فى قطاع غزة وتصاعد الأوضاع فى الضفة الغربية، وأضاف أن الوضع فى الجنوب السورى لا يزال ضبابيًا، لكنه حذر من أن استمرار سيطرة إسرائيل على المزيد من الأراضى قد يؤدى إلى ظهور خلايا مسلحة تقاوم الاحتلال الإسرائيلى الجديد فى الجنوب السورى، وأكد أن عام 2025 لن يتجه نحو الاستقرار كما تدعى الولاياتالمتحدةالأمريكية، بل سيشهد المزيد من التصعيد والحروب بين إسرائيل ودول مثل إيران واليمن، ولن تقتصر المواجهات على حركات مثل الجهاد الإسلامى وحماس وحزب الله وغيرهم من القوى الممانعة فى منطقة الشرق الأوسط، وأوضح أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدًا أكبر فى المنطقة، مع احتمالية نشوب حروب بين إسرائيل ودول أخرى، مما يزيد من تعقيد الوضع فى الشرق الأوسط، وشدد على أن إسرائيل تواجه تحديات كبيرة مع الحوثيين فى اليمن، لافتا إلى أن الحوثيين يسيطرون على دولة كاملة، مما يجعل الوضع معقدًا للغاية بالنسبة لإسرائيل التى تفتقر إلى المعلومات الاستخباراتية الكافية لاستهداف قيادات الحوثيين. وأشار إلى أن الحوثيين يمتلكون قدرات عسكرية متقدمة، بما فى ذلك صواريخ باليستية تصل سرعتها إلى 16 ماخ، فى حين أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية يمكنها التعامل مع صواريخ تصل سرعتها إلى 12 ماخ فقط. وأضاف أن إسرائيل تسعى لتشكيل تحالف مع عدة دول أوروبية والولاياتالمتحدة لمهاجمة الحوثيين، لكن الجغرافيا الواسعة وتخزين الحوثيين للأسلحة فى المناطق الجبلية المحصنة يعقدان المهمة. وأشار إلى أن الحوثيين لا يلتزمون بالقرارات الإيرانية، مما يجعلهم أكثر استقلالية فى قراراتهم، وأوضح المحلل الفلسطينى أن إسرائيل لديها سيناريوهان للتعامل مع الحوثيين: الأول هو خلق ثورة ضد الحوثيين تنطلق من عدن باتجاه صنعاء، والثانى هو تشكيل تحالف دولى لتوجيه ضربات بعد جمع معلومات استخباراتية كافية، ومع ذلك، يعتقد أن كلا السيناريوهين لن ينجحا فى الحد من قدرات الحوثيين. وأكد نزال أن مستقبل إسرائيل على المحك، وأنها تتجه نحو الهاوية، وهو ما يتحدث عنه بعض النخب العلمانية والدولة العميقة.